المزيد
الأربعون... حالة اشتياق لأحلام مؤجلة

التاريخ : 15-01-2018 |  الوقت : 01:25:19

تلمح الأمل في أعين كل الأشخاص القريبين من ضفة قلبها، تشتاق لأحلامها المؤجلة، وتشعر بأنها تخلت عنها طويلا، أو لربما نسيتها وسط ذلك الزحام والضجيج المصاحب لإيقاع الحياة المتسارع.
أمام حالة غير مفهومة من الدهشة والاستغراب، تستسلم هي رغم أنها غير مصدقة لذلك السؤال المحير الذي يصر على مباغتتها، تسمح لكل الذكريات بأن تعاود الحضور، معلنة بدء مرحلة جديدة، بعد أن تكون قد صاغت إجابتها، وتأكدت من أنها حقا امرأة الأربعين وأن عليها أن تمضي بأحلامها متخففة من كل العقد التي أربكتها يوما ما، ومنعتها من أن تختار حاضرها وتتهيأ لمستقبل يريد منها أن تكون حرة منفتحة تقدر جيدا جميع الخيارات المطروحة، وتتعامل مع البدائل بعقلانية وبشيء من المرونة القابلة للتلون.
لا تتردد في أن تتأمل عينيها الصامتتين، متجاهلة بذلك بريقهما وما تخفيانه من أسرار وتساؤلات تنظر إليهما، تتوقف قليلا باحثة عن نفسها التي سئمت الخوف والألم وضياع الفرص.
هي وبعيدا عن إحساسها بالوجع والخيبة والخذلان، تصر على أن تجد سببا مقنعا يبرر على الأقل سرقة تلك الأحلام التي حاكتها بعناية وحب، وراهنت عليها وكأنها كلها جديرة بأن تغدو واقعا يرضي طموحها وثقتها، ويجعلها أكثر تعلقا بأحلام كادت أن تضيع وتصبح سرابا لا يمكن امتلاكها، بل تخضع لحكم التأجيل وللأبد.
حاجتها إلى تعويض ما فاتها، وإعطاء الفرصة الكاملة لذلك الشعاع الخافت بأن يتسلل إلى أعماقها، كل ذلك يبقيها يقظة متلهفة، تجيد ترك الباب مواربا لكل الأشياء المحفزة على الأمل، تنتظر وتعتقد أن من حقها أن تعاود تكرار الرؤية ذاتها للتصورات التي تضعها وتطالبها بأن تظل وفية لها، تتعهد بتجسيدها فعليا داخل تلك الحياة التي تنتسب إليها، وتؤمن بأنه ما يزال هناك ما يستحق أن تعيش من أجله.
لقد اكتشفت متأخرة أن كل ما عاشته لم يكن كما تريد، كان على الأغلب خاليا من قرار الحب من مكانه، هي تستحقها دون غيرها من أسرة تفتخر بنجاحاتها من طفل يعيد إليها الدفء والحنان ومشاعر صادقة أخرى أوشكت أن تنساها. 
روحها الندية الضاجة بالحياة تدعوها فقط لأن تخطو إلى الأمام وتتسلح بالصبر والتصميم وأن تكون متفائلة إلى الحد الذي يشعرها بالتغيير، وأن الحياة كفيلة بأن تسعدها وتمنحها فرصة جديدة لكي تحلم وتغامر وتترقب وتشتاق، لعلها في المقابل تتجاوز ذلك التردد الذي سيطر عليها زمنا طويلا وحرمها من أبسط حقوقها.وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك