المزيد
قمة كورية تاريخية تتعهد بنزع الأسلحة النووية

التاريخ : 28-04-2018 |  الوقت : 01:35:56

أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-التزامهما بالسعي إلى التوصل لاتفاق سلام دائم ونزع السلاح النووي في اعقاب قمة تاريخية أمس عند خط الحدود الفاصلة بين البلدين.
وتعانق الزعيمان بعد التوقيع على "إعلان بانمونجوم" في ختام يوم بدأ بمصافحة مؤثرة على خط الحدود.
وأكد الزعيمان "الهدف المشترك المتمثل بالتوصل إلى شبه جزيرة خالية من السلاح النووي من خلال نزع الاسلحة".
كما اتفقا على السعي للتوصل هذا العام إلى نهاية دائمة للحرب الكورية بعد 65 عاما على انتهاء الأعمال العدائية بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
وقال الزعيمان إن مون سيزور بيونغ يانغ "في الخريف" وأكدا التزامهما إجراء "اجتماعات منتظمة ومحادثات هاتفية مباشرة". لكن كيم لم يذكر نزع اسلحة بلاده النووية.
ولفت خبراء الى أنه فيما تعد القمة خطوة أولى جيدة، إلا أن وعودا مشابهة أعلنت في السابق وما يزال يتعين بذل الكثير من الجهود لحل مسألة الترسانة الذرية للشمال.
قمة اخرى مرتقبة
في الاسابيع القليلة المقبلة يعقد كيم قمة مرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب - الذي طالب بيونغ بالتخلي عن اسلحتها النووية- ستشكل مؤشرا على تحقيق تقدم.
ورحب ترامب بقمة الكوريتين ووصفها بالتاريخية لكنه حذر من أن "الأمور لن تتضح إلا بمرور الوقت".
وغرد "الحرب الكورية إلى خواتمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم بفخر كبير لما يحصل حاليا في كوريا".
واختتم إعلان بانمونجوم يوما استثنائيا لم يكن التفكير به ممكنا قبل اشهر، بعد أن قامت كوريا الشمالية بتجربة نووية سادسة واطلاق صواريخ، ما أدى إلى فرض عقوبات دولية جديدة عليها.
وكان كيم وترامب قد تبادلا الإهانات الشخصية والتهديد بالحرب ما فاقم التوتر قبل أن يستغل مون استضافة بلاده الالعاب الاولمبية الشتوية للسعي إلى حوار، بتقارب دبلوماسي اسفر عن قمة أمس.
قال كيم انه يشعر بـ"تأثر كبير" بعد أن عبر الفاصل الاسمنتي الذي لا يتجاوز بضع سنتيمترات ويشكل ترسيم الحدود، ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ الحرب الكورية (1950-1953).
وبدعوة من كيم، خطا الزعيمان بشكل وجيز إلى الشمال يدا بيد، قبل بدء القمة الثالثة من نوعها فقط منذ وقف الأعمال العدائية في 1953.
وقال كيم لاحقا ان قرية الهدنة بانمونجوم "رمز لتقسيم يفطر القلب" لكنها إذا أصبحت "رمزا للسلام، فإن الدم الواحد واللغة الواحدة والتاريخ المشترك والثقافة الواحدة في الشمال والجنوب ستعود مجددا واحدة".
التزام اخلاقي
وتعهد أن تلتزم الكوريتان العمل على "عدم تكرار التاريخ المؤسف الذي تبددت فيه اتفاقات سابقة بين الكوريتين ... بعد اعلانها".
وفي الإعلان قال الزعيمان إنهما سيسعيان الى الالتقاء هذا العام مع الولايات المتحدة وربما الصين -- وكلاهما من الاطراف الموقعة على وقف اطلاق النار العام 1953 -- "بهدف إعلان نهاية للحرب، وتحويل الهدنة إلى معاهدة سلام وإقامة سلام دائم وراسخ".
لكن الاتفاق على معاهدة لانهاء الحرب رسميا سيكون معقدا -- فكل من سيول وبيونغ يانغ تطالبان بالسيادة المطلقة على كامل شبه الجزيرة الكورية.
والقمتان الكوريتان السابقتان في 2000 و2007 اللتان عقدتا في بيونغ يانغ، اختتمتا ايضا بمظاهر التأثر ووعود مشابهة، لكن النتيجة لم تكن مثمرة نهاية الأمر.
وكان مون رحب بإعلان الشمال وقف التجارب النووية وعمليات اطلاق الصواريخ البعيدة المدى ووصف ذلك "بالخطوة المهمة نحو النزع التام للاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية". لكن لم يتضح بعد حجم التقدم في المسألة النووية.
فطالما أصرت بيونغ يانغ على انها تحتاج للاسلحة النووية للدفاع عن نفسها بمواجهة اجتياح أميركي.
وما زال الشمال يطالب بضمانات أمنية غير محددة لمناقشة ترسانته النووية، فيما تمارس واشنطن ضغوطها للتخلي عن اسلحته بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا رجوع عنه.
وتأكيد الالتزام بنزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية "ليس جديدا" بحسب استاذ العلوم السياسية في جامعة إم.آي.تي فيبين نارنغ.
لكنه اضاف "إعادة تأكيده أفضل من عدم إعادة تأكيده".
وقال بول هينل من مركز كارنغي-تسينغوا في بكين إن ذلك "خطوة أولى ضمن جهود دبلوماسية أوسع".
واضاف "مثل لعبة شطرنج، هذه الخطوة تفتح سلسلة من تطورات ممكنة ولكن بطرق عدة، العمل الجاد يبدأ فعلا الان".
قبل التوقيع على الاعلان شارك مون وكيم في مراسم رمزية لغرس شجرة قرب خط الحدود الفاصلة.
وأحضر التراب من جبل بيكتو على حدود كوريا الشمالية مع الصين، ومن جبل هالا في جزيرة ديدو جنوب كوريا الجنوبية.
بعد مراسم غرس الشجرة تحدث كيم ومون على انفراد في الهواء الطلق، وكان الزعيم الكوري الشمالي الاصغر سنا يحني رأسه مصغيا بانتباه إلى العنصر السابق في القوات الخاصة الذي طالما دعا إلى الحوار.
وباستثناء إعلانها عن مغادرة كيم لحضور القمة، لم تقم وسائل الاعلام الحكومية في بيونغ يانغ بنقل أحداث اليوم وحتى المصافحة التاريخية التي تم بثها في انحاء العالم.
ترحيب عالمي باللقاء
لكن في مراسم الوداع تابع الزعيمان صورا للقائهما التاريخي في مكان انعقاد القمة في عرض صوتي وضوئي ووقفا يدا بيد لبضع دقائق.
إلى ذلك رحبت القوى العظمى في العالم بشجاعة ونجاح المفاوضات بين الكوريتين، بعد خلاف دائم أكثر من 70 عاما، حيث أشاد الرئيس الأميركى دونالد ترامب باللقاء، لكنه أبدى قدرا من التشكك في طول مدة صمود الدبلوماسية الإيجابية.
وكتب ترامب على تويتر "بعد عام غاضب شهد إطلاق صواريخ وتجارب نووية، ينعقد الآن اجتماع تاريخي بين كوريا الشمالية والجنوبية. أشياء طيبة تحدث، لكن الزمن وحده هو الذي سيتحدث عن النتائج".
وأكد ترامب أن الحرب الكورية تضع أوزارها والولايات المتحدة وشعبها العظيم بأسره يجب أن يفخرا بقوة بما يحدث في كوريا الآن.
وفي روسيا أشاد الكرملين بالقمة والمحادثات بين الزعيم الكوريين معتبرا أنها "أخبار إيجابية جدا".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح صحفي "إنها أخبار إيجابية جدا"، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "شدد مرات عدة على أن تسوية دائمة وثابتة للوضع في شبه الجزيرة الكورية لا يمكن أن تقوم إلا على أساس حوار مباشر، واليوم نلاحظ أن حوارا مباشرا قد أُطلق".
ومن جانبه، قال رئيس لجنة شئون الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف، إن لقاء الرئيس الكورى الجنوبي مون جيه - إن، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، يشير إلى إمكانية محتملة لتوحيد البلدين.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن شامانوف قوله للصحفيين "إن حقيقة وصول الزعيمين من الجيل الجديد إلى هذا المستوى، يشير إلى أنه يمكنهما توحيد البلاد كأمة واحدة"، وشدد على أن ذلك لا يتم بالمحادثات وحدها، بل بالأعمال التي تنفذ وبالأفعال، مشيرا إلى أنه من الضرورى متابعة تطور الأحداث، "ولكن الخطوات الأولى قد اتخذت". 
ومن جانبها أشادت الصين بالقمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن وحيّت "شجاعتهما" معتبرة أن المصافحة بينهما عند الخط العسكري الفاصل بين البلدين تشكل "لحظة تاريخية".
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيوا تشونين أن "الصين تشيد بالخطوة التاريخية التي قام بها الزعيمان ونحيي شجاعتهما وقراراتهما السياسية"، و"نأمل بأن تكون هناك نتائج ايجابية".
وفي اليابان، رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى بالقمة التاريخية بين الكوريتين الجمعة داعيا بيونج يانج إلى القيام بـ"أعمال ملموسة" فى ما يتعلق بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من المسائل.
وقال آبي للصحفيين في طوكيو "أجرى الرئيس مون جاي - إن والزعيم كيم جونج أون اليوم محادثات جدية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، أريد أن أرحب بذلك التحرك الايجابي نحو حل شامل للمسائل المختلفة المتعلقة بكوريا الشمالية"، وأضاف "نأمل بشدة بأن تقوم كوريا الشمالية بأعمال ملموسة خلال هذا الاجتماع والقمة (المرتقبة) بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية".-( وكالات)وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك