المزيد
صفقة القرن في طي النسیان

التاريخ : 13-01-2019 |  الوقت : 11:07:40

كان تقدیر الأردن في محلھ؛ صفقة القرن الموعودة لیست وشیكة، وقد لا ترى النور أبدا.

على مدار الأشھر الطویلة الماضیة ضربت الإدارة الأمیركیة مواعید كثیرة لإعلان الصفقة لكنھا عادت وتراجعت عنھا. 

وقبیل الموعد الأخیر غیر المؤكد أصلا، تبدلت الأولویات تماما مع حل الكنیست الإسرائیلي والإعلان عن انتخابات مبكرة بدایة الربیع المقبل بانتظار ما ستسفر عنھ نتائج الانتخابات ومصیر تحالف رئیس الوزراء الإسرائیلي بنیامین نتنیاھو.

الدبلوماسیة الأمیركیة ممثلة بوزارة الخارجیة لا تبدي أي اھتمام بملف عملیة السلام في الشرق الأوسط. وزیر الخارجیة مایك بومبیو لم یتطرق لھذا الموضوع نھائیا خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظیره الأردني أیمن الصفدي في عمان قبل أیام، في وقت حرص فیھ الصفدي على التذكیر بالقضیة الفلسطینیة بوصفھا قضیة الشرق الأوسط الأولى.

أولویات بومبیو في السیاسة الخارجیة، حسب مراقبین، ھو الملف الكوري الشمالي، ومن بعده إیران لاعتبارات أمیركیة خالصة.

صفقة القرن من البدایة كانت شأنا خاصا بالبیت الأبیض تولاه مستشار الرئیس وصھره جارید كوشنیر وروج لھ في دول الشرق الأوسط، لكنھ بالمعنى التقلیدي للسیاسة الأمیركیة لم یكن یوما ملفا من ملفات وزارة الخارجیة.

لكن تجمید العمل على صفقة القرن لا یعني زوال التھدید لعملیة السلام العادلة في الشرق الأوسط. 

ما یحدث على الأرض المحتلة أسوأ بكثیر مما یتم تداولھ من مضامین للخطة الأمیركیة، وما تحملھ مرحلة ما بعد الانتخابات في إسرائیل ینبئ بمخاطر أكبر.

نتائج انتخابات الكنیست الإسرائیلي، وفق تقدیرات أولیة ستحمل للسلطة في إسرائیل تحالفا أشد یمینیة من تحالف نتنیاھو الحالي. یمین الیمین المتطرف ھو الملاذ الأخیر لنتنیاھو لتشكیل حكومة بعد الانتخابات، وإذا لم یكن نتنیاھو فثمة من ھو أسوأ منه.

الحكومة القادمة في إسرائیل ستسقط مبدأ المفاوضات من حساباتھا، حتى لو كانت على مقاس صفقة القرن التي تمنح إسرائیل امتیازات كبرى على حساب الحق الفلسطیني.

الجانبان الأردني والفلسطیني لا یتوقعان أي جدید من انتخابات إسرائیل سوى المزید من التشدد والتعنت حیال عملیة السلام.

على أقل تقدیر ستنتظر واشنطن حتى فصل الصیف لحین تشكیل حكومة إسرائیلیة جدیدة لترى إن كان ھناك فرصة للتفكیر بعرض خطة الحل أو صفقة القرن. والمرجح أن نتائج الانتخابات وتشكیلة الحكومة الإسرائیلیة ستفرضان على ”مدبري“ الصفقة فتح بنودھا للنقاش من جدید وإعادة برمجتھا بما یتناسب وتوجھات الائتلاف الحاكم في إسرائیل.

والتوقعات في أغلبھا تفید بأن الطرف الإسرائیلي لن یكون معنیا في المستقبل بأي خطة للسلام مع الفلسطینیین ما دام بمقدوره تنفیذ خطتھ على الأرض في ظل میزان قوى عربي ودولي مختل.

لكن الیمین المتعجرف في إسرائیل سیھرب من استحقاقات السلام لیواجھ على المدى المتوسط أزمة بنیویة كبرى تتمثل في التحدي الدیمغرافي للشعب الفلسطیني وصموده على أرضه رغم كل الضغوط.

إسرائیل تعمل منذ أن وجدت على تغییر الحقائق على الأرض لتمكین مشروعھا، لكن بعد سبعین عاما على الاحتلال ما تزال ھناك حقیقة واحدة ثابتة وھي وجود الفلسطینیین على أرضھم.وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك