المزيد
15 مليار دولار قيـمة استثمارات الإمارات في الأردن

التاريخ : 19-01-2020 |  الوقت : 03:36:58

عندما تتحدث عن علاقات ثنائية تجمع أي بلدين تبحث بين معاني اللغة العربية ما يلخّص مضمونها، لكن عندما تصف العلاقات الأردنية الإماراتية تجد نفسك باحثا عن كلمات ومعاني تصف بها علاقات أشقاء تفصلها جغرافيا المكان، فيما تلتقي بطابع أخوي يجعل منها دولة واحدة في القلب والفكر والأخوّة والموقف.
لا يمكن تصنيف العلاقات الأردنية الإماراتية على أنها علاقات بين دولتين وشعبين مختلفين، فهي علاقات أخوة حقيقية، تلتقي بمفاصلها كافة، السياسية والإقتصادية والإجتماعية والشعبية، ولم تكن يوما سوى نموذج من العلاقات العربية العربية المميزة، والمختلفة، مشكّلة حالة أخوية في زمن اختلفت به المواقف وتعددت.
مؤخرا، وفي خطوة تؤكد وتعزز متانة العلاقات الأردنية الإماراتية، واختلافها لجهة المثالية، قادت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى الحصول على منحة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيمة 300 مليون دولار، لتأتي تجسيدا عمليا للعلاقات الأخوية الراسخة، التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، بقيادة جلالة الملك وأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتضاف هذه الإنارة الجديدة في سجل العلاقات الثنائية، لآلاف المواقف التي طالما قدّمتها دولة الإمارات للأردن، هذه الشقيقة التي لم تترك الأردن يوما في منتصف طريق أزمة أو قضية أو اشكالية، إلاّ وكانت السند والمعين، بمواقف مجسدة على أرض الواقع بالكثير من الأدوات التي لم تخذله يوما أو تدير ظهرها لمشاكله وقضاياه.
وكان جلالة الملك وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدعم سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد بحثا سبل توفير الدعم لبرامج الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم في الأردن، للإسهام في التخفيف من الضغط على الموازنة العامة، انطلاقا من علاقات الأخوة الراسخة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
المنحة الأخيرة، ووفق ما أعلن عنه رسميا ستخصص لتقديم الدعم للمعالجات الطبية للمواطنين من غير المشمولين ببرامج التأمين الصحي والمصابين بالأمراض المزمنة وللمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية من الأسر الفقيرة لتأمين متطلبات المعيشة الأساسية.
وفي قراءة خاصة لـ»الدستور» لواقع العلاقات الأردنية الإماراتية، بدا واضحا في كل تفاصيلها أنها تبتعد عن مربّع علاقات تربط بلدين، فهي علاقات تربط أشقاء، تقرّبهم القضايا كافة، فطالما امتازت بالقوة والمتانة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي عبر مسيرة طويلة عززتها قيادة البلدين.
وتعد المملكة الأردنية الهاشمية من بينِ أوائل الدول التي اعترفت بالاتحاد الإماراتي فور إعلانه، وتطوّرت العلاقات بين الدولتين فيما بعد، حيث ارتبط الجانبان باتفاقيات ثنائية عزّزت من مسيرة التعاون المشترك في عدد من المجالات وعلى رأسها المجال السياسي، الثقافي، الاقتصادي، التعليمي، الصحي والإعلامي.
وتحتضن دولة الإمارات جالية أردنية كبيرة، حيث بلغ عدد الأردنيين في دولة الإمارات العربية المتحدة حسب إحصائيات عام 2018 ما بين 250-300 ألف شخص موزعين على مختلف الإمارات ويعملون في شتى المجالات المساهمة في رفد المملكة بجزء كبير من تحويلات العملات الأجنبية إلى المملكة.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات مالية على شكل منح وقروض تجاوزت ملياري دولار في آخر ثلاث سنوات، وتستمر المفاوضات على مدار أيام السنة على برامج دعم متعددة، فيما يعدّ الأردن شريكا تجاريا مهما لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما لأكثر من مليار ونصف المليار دولار، لصالح دولة الإمارات، ذلك أنه بحسب البيانات الاقتصادية، تستحوذ عمليات إعادة التصدير على أكثر من 50 % من إجمالي التبادل التجاري بين البلدين.
وأشارت احصائيات ثنائية إلى أن حجم الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى الأردن نحو 500 مليون دولار، في حين يصل حجم الصادرات الأردنية إلى الإمارات إلى 430 مليون دولار، وتصل قيمة استثمارات الإمارات في الأردن نحو 15 مليار دولار، وذلك في مجالات البنى التحتية والطاقة المتجددة والسياحة، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الأردنية بالإمارات نحو 1.5 مليار دولار، وتتركز معظمها في مجال العقارات.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت منحة مالية للمملكة ضمن المبادرة التي أقرها مجلس التعاون الخليجي بقيمة 1250 مليون دولار، فيما قدم صندوق أبو ظبي للتنمية، أحد الأذرع التنفيذية لحكومة دولة الإمارات قروضا ميسرة بقيمة 783 مليون دولار، ويعد الصندوق شريكا أساسيا في دعم الجهود التنموية في المملكة، حيث كانت للمساعدات الاماراتية ومن خلال الصندوق الأثر الملموس في تمويل تنفيذ العديد من المشروعات ذات الأولوية التنموية.
وطالما سعت الإمارات الشقيقة لمساعدة الأردن في مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية التي يواجهها في هذه المرحلة الحرجة، وتاريخيا، كان لصندوق أبو ظبي بصمات واضحة في تمويل العديد من المشروعات ذات الأولوية التنموية والتي كانت لها الأثر الواضح في مساندة ودفع جهود حكومة الأردنية في عملية التنمية. وتعد المملكة من أوائل الدول التي استفادت من المساعدات التي يقدمها صندوق أبو ظبي للتنمية، من خلال القروض الميسرة خلال السنوات الماضية، إذ اسهم الصندوق في تمويل 11 مشروعا ذات أولوية اقتصادية واجتماعية بقروض ميسرة لمشروعات توزعت على القطاعات الإنتاجية كالفوسفات والصناعة، وقطاعي المياه والبنية التحتية، وقطاع المشروعات الاجتماعية كالصحة.
ومن أبرز هذه المشروعات تمويل الأجهزة والمعدات الطبية والأثاث الطبي لمشروع مستشفى البشير الحكومي، ومشروع إنشاء مستشفى الأطفال في مدينة الحسين الطبية، ومشروع تطوير موقع الشلالة الجنوبي في العقبة، ومشروع سد الوحدة، ومشروع تطوير حوض نهر اليرموك.
وكانت دولة الإمارات أكبر معيد ومساعد للمملكة في مواجهة تبعات الأزمة السورية وتدفق اللاجئين لأراضيها، حيث قدمت مساعدات عينية بملايين الدنانير، ممثلة بعدد من المشاريع من أبرزها مئة وحدة مساكن وكرفانات تم توزيعها داخل مخيم الزعتري، وخدمات طبية من خلال المستشفى الميداني بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية، ومواد إغاثية مختلفة، إلى جانب تمويل تكلفة إنشاء مخيم مريجيب الفهود بقيمة 7 ملايين دولار، وغيرها من المساعدات لمساندة الحكومة الأردنية في جهودها الرامية لمواجهة التحديات والتداعيات التي أثرت على الأردن نتيجة هذه الأزمة.
ومن بين المواقف الإماراتية التي تحكي قصة أخوّة حقيقة، عندما تكفّلت دولة الإمارات بتوجيهات من الشيخ حمدان بن زياد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بسداد ديوان ما يزيد على (500) غارمة ممن ترتبت عليهن طلبات قضائية قبل ما يقارب العام، وغيرها من أشكال المواقف الأخوية التي تؤكّد تميّز العلاقات الإماراتية الأردنية وتفرّدها على المستويات كافة.
ويبرز في قراءة واقع العلاقات الأردنية الإماراتية حجم التنسيق والتكامل في المواقف تجاه كافة القضايا، بشكل كبير وهو ما يتجسد في مواقفهما بالمحافل الإقليمية والدولية، إذ تأخذ هذه العلاقات شكلا عميقا ومثاليا على الصعيد السياسي، وتتوافق الرؤى بين الإمارات والأردن في كل القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وهو ما يتضح في الأداء الدبلوماسي والسياسي بالمحافل الإقليمية والدولية، حول القضايا المختلفة تحديدا في القضية الفلسطينية والدعم الإماراتي المستمر للوصاية الهاشمية في القدس.
 وتتوِّج الزيارات المتبادلة العلاقات المتميزة بين الإمارات والأردن، وعلى كافة المستويات، تأكيدا على أن الدولتين تقرّبهما العلاقات الإجتماعية وتجعل من البيت الأردني والإماراتي بيتا واحدا، تلتقي فيه الأفئدة والعقول والأفكار.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك