عقدت وحدة الاستقصائية في راديو البلد مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم، لعرض نتائج تحقيها الاستقصائي حول قضية استغلال المرضى من قبل أطباء ومستشفيات في القطاع الخاص.

عرض معد التحقيق الزميل مصعب الشوابكة أبرز نتائج التحقيق الذي سينشر على جزئيين يومي الأحد والاثنين 6-7/1/2013 في الصحافية المحلية والدولية، حيث عزا الشوابكة تفاقم هذا المشكلة إلى الجشع وضعف رقابة كل من وزارة الصحة والنقابات الطبية في الأردن.

توصل التحقيق الذي استغرق إعداده عام ونيف، عدم التزام 21مستشفى خاصة زارها معد التحقيق من أصل 60 عاملة في الأردن؛ بإبراز لوائح الأجور والخدمات الطبية، حتى تاريخ أعداد التحقيق؛ في مخالفة صريحة لنظام المستشفيات الخاصة.

وفي استطلاع رأي علمي أجري لصالح التحقيق؛ يبن أن 52% من المرضى يرون بأن المستشفيات الخاصة تبالغ في تكاليف علاجهم، بينما يفيد 45.2% من المرضى بأنهم تعرضوا لاستغلال مادي من قبل عيادات ومختبرات طبية.

كما توصل أيضا، إلى أن أكثر من 60% من شكاوى المرضى لدى نقابة الأطباء لأخر خمس سنوات تحفظ، في حين وصلت الزيادة في بعض فواتير المستشفيات الخاصة ل60% عن قيمة الحقيقية للفاتورة.

شكاوى المرضى على المستشفيات الخاصة لدى وزارة الصحة لأخر خمس سنوات، كانت من نصيب38 مستشفى خاص من أصل 60 عاملة في الأردن.

اعتبر رئيس الجمعية الأردنية للحماية من الأخطاء الطبية المهندس مصطفى المناصرة أن السمسرة نتاج غياب قانون مشرع للمساءلة الطبية ما سهل بقاء كل من يخطئ من الأطباء أو يتاجر بأرواح المرضى خارج دائرة المحاسبة.

وأكد المناصرة وجود قانون مقترح منذ عدة سنوات حول المساءلة الطبية إلا انه مازال حبيسا داخل أدراج ديوان الرأي والتشريع.متأملا أن يتم عرضه على مجلس النواب المقبل والحسم بإقراره سريعا.

أما الخبير في المسؤولية الطبية الدكتور محمد شريم رغم إصراره على قلة من يمارسون السمسرة الطبية إلا انه لم ينف وجودها بين أوساط الأطباء،معللا سببها كون الأخيرين جزء من المجتمع الأردني منهم الصالح الطالح، والمحسن والمسيء.

وأيد الشريم زميله المناصرة في غياب المساءلة الطبية في القطاع العلاجي في الأردن، مناديا إلى ضرورة سن قانون فاعل بحاسب الجميع.

وفي نهاية المؤتمر تم توزيع بيان صحافي على الحضور يوضح آلية ومنهجية أعداد التحقيق وتاليا نص البيان:

بيان صحفي صادر عن الوحدة الاستقصائية في راديو البلد

"أسرة سوداء" تحقيق صحفي استقصائي، يكشف عن مشكلة استغلال المرضى من قبل أطباء ومستشفيات في القطاع الخاص، تزيد من معاناة المرضى بزيادة قيمة الفواتير الطبية، علاوة على إجراء فحوصات طبية ومخبرية وإشعاعية وتداخلات جراحية، وصرف أدوية لا يحتاجها المرضى، تهدف فقط لتعظيم الإرباح وتبادل المنافع.

توصل التحقيق الذي أعده الصحفي مصعب الشوابكة من الوحدة الاستقصائية في راديو البلد؛ خلال جولة بالكاميرا المخفية احتراف أطباء للسمسرة مستغلين معاناة المرضى من خلال حصولهم على عمولات مالية تدفع من جيوب المرضى بطريقة غير مباشرة، إضافة إلى تلاعب عيادات ومستشفيات خاصة بقيم الفواتير الطبية مستغلة جهل المرضى والرقابة الغائبة أو المتغيبة. حيث رصد التحقيق المعد وفق معايير ومنهجية شبكة أريج لصحافة استقصائية عربية وتحت إشرافها؛ مخالفات أطباء ومستشفيات خاصة للوائح الأجور والخدمات الطبية بآلاف الدنانير.

يكشف التحقيق الذي استغرق إعداده عام ونيف، والذي ينشر على جزئيين، يومي الأحد والاثنين 6-7/1/2013 في الصحافة المحلية والدولية عدم التزام 21 مستشفى خاصة زارها معد التحقيق من أصل 60 عاملة في الأردن؛ بإبراز لوائح الأجور والخدمات الطبية، حتى تاريخ أعداد التحقيق؛ في مخالفة صريحة لنظام المستشفيات الخاصة.

وفي استطلاع رأي علمي أجري لصالح التحقيق؛ يبن أن 52% من المرضى يرون بأن المستشفيات الخاصة تبالغ في تكاليف علاجهم، بينما يفيد 45.2% من المرضى بأنهم تعرضوا لاستغلال مادي من قبل عيادات ومختبرات طبية.

كما توصل أيضا، إلى أن أكثر من 60% من شكاوى المرضى لدى نقابة الأطباء لأخر خمس سنوات تحفظ، في حين وصلت الزيادة في بعض فواتير المستشفيات الخاصة ل60% عن قيمة الحقيقية للفاتورة.

شكاوى المرضى على المستشفيات الخاصة لدى وزارة الصحة لأخر خمس سنوات، كانت من نصيب38 مستشفى خاص من أصل 60 عاملة في الأردن.

تطرق التحقيق أيضا، إلى شكوى المرضى والسفارات العربية من هذا المشكلة، كما افرد جزءاً خاصة بقضية علاج المرضى الليبيين في الأردن، وأوجه التلاعب والتقصير في هذا الملف.

ويظهر هذا التحقيق جوانب القصور في رقابة وزارة الصحة ونقابة الأطباء الأردنيين ونقابة أطباء الأسنان عبر السنوات الماضية، في حماية المرضى الأردنيين والعرب من مظاهر استغلال، وجشع، وسمسرة، بعض أطباء ومستشفيات خاصة، حيث أن أكثر شكوى المرضى لدى هذا الجهات تؤول إلى الحفظ عبر التضامن السلبي، وغياب عقوبات رادعة بحق المخالفين.

ويأتي هذا التحقيق الذي ينشر مرئيا على شاشة "رؤيا" الفضائية؛ لمعالجة قضية مجتمعية بالغة في الأهمية تم توثيقها بنزاهة وصرامة وحياد تام، لما تنطوي عليه من مصلحة المريض أولا في علاج طبي مميز، وفق الأسعار المقررة، المستندة لوائح الأجور والأتعاب الطبية الخاصة بكل من الأطباء والمستشفيات الخاصة، ويكتسب أهميته أيضا، في دق ناقوس الخطر لحماية المنجز الطبي الأردني وسمعته من مظاهر الاستغلال والجشع، التي باتت تهدد السياحة العلاجية في الآونة الأخيرة.

جملة من الصعوبات مر بها التحقيق، تمثلت في معامل الخطر على الصحفي لإثبات الحقائق بالدليل المرئي، إضافة لحجم العمل الكبير في دراسة الألف الأوراق والوثائق، وتخوف بعض المتضررين وخصوصا الأجانب من التصريح للإعلام، إضافة لعدم تعاون بعض من المؤسسات في توفير المعلومات المطلوبة منها وفق قانون ضمان حق الحصول على المعلومات، و تأخر البعض في ذلك، مما دفعنا للتظلم لمجلس المعلومات أكثر من مرة.

الشوابكة اعتمد في أعداد تحقيقه على أدق المعايير الصحفية في إتباع منهجية استقصائية احترافية ودقيقة، من خلال المشاهدة/ المعاينة، التجربة الشخصية، التسجيل المرئي والمسموع، المقابلات الشخصية مع عشرات الضحايا والمتهمين والمسؤولين والخبراء في المسؤولية الطبية، إضافة إلى الرجوع لفواتير المرضى وسجلاتهم، والوثائق الرسمية، والقوانين والأنظمة والتعليمات، كما عمد معد التحقيق إلى أجراء استبيان رأي علمي محكم لقياس حجم مشكلة استغلال المرضى بجميع جوانبها.

وإذ نؤكد مرة أخرى، أننا نقوم بهذا العمل قاصدين فيه خدمة الإنسان والمجتمع، غير غافلين في الوقت ذاته عن الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات طبية أردنية في خدمة المرضى.

كما لا يسعنا في الوحدة إلا أن نتقدم بجزيل الشكر لشركائنا متزامنين في نشر التحقيق كل من جريدة "الغد" الأردنية، وصحيفة "القدس العربي" اللندنية، وفضائية "رؤيا" الأردنية، وجميع المواقع الالكترونية التي ستقوم بنشره تباعاً.

يذكر أن الوحدة الاستقصائية في راديو البلد أنتجت تحقيقات صحفية استقصائية، كشفت فيها عن مواطن الخلل وأحدثت تغييرات ايجابية ملموسة، وذلك لتحقيق رسالتها المجتمعية في إعلام حر يمارس دور السلطة الرابعة بكل كفاءة واقتدار.