المزيد
باحث يستبعد صدام "النصرة" و"داعش" بسورية

التاريخ : 01-10-2013 |  الوقت : 09:07:44

وكالة كل العرب الاخبارية : 

 وصف الباحث الأردني بشؤون الجماعات الإسلامية مراد الشيشاني ما يسمى بـ"جهاد النكاح" في سورية، بأنه "فقاعة إعلامية لا أساس لها في الفقه الجهادي"، خلال محاضرته أمس بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية حول "القاعدة في سورية.. الحضور والدور".

ورأى الشيشاني أن تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام (داعش)، والمرتبط بالتنظيم الدولي لـ"القاعدة"، لن يقبل بأي تسوية سياسية لحل الأزمة السورية. 
وعرض الباحث والمستشار في شؤون الجماعات الإسلامية بتلفزيون "البي بي سي" أبرز ملامح التنظيمات القتالية الموجودة في سورية، كما تطرق لبعض التباينات بينها، المحلية والمرتبطة بتنظيم القاعدة، بمن فيها جبهة النصرة، إلى جانب "داعش".
وقال الشيشاني إن "الفقه الاسلامي والجهادي لم يتحدثا عما بات يسمى بجهاد النكاح، والذي أثار جدلا واسعا في الاعلام العربي والغربي". 
وأوضح في حوار تخلل المحاضرة، أنه "حتى في التجارب الجهادية السابقة في أفغانستان وغيرها، لم يظهر الحديث فيها عن (جهاد النكاح)"، متسائلا عما وصمت به تونسيات في هذا الجانب، معلقا أن "ذلك لا معنى، له".
ولفت الشيشاني إلى أن ظهور تنظيم القاعدة إعلاميا في سورية، بدأ في كانون الثاني (يناير) 2012، في وقت كانت فيه الثورة السورية سلمية في بداياتها، قبل بدء ظهور المجموعات المسلحة بنحو ستة أشهر. 
وتحدث عن حرب إعلامية مستعرة حاليا بين خطابات "النصرة" و"داعش"، فيما قللت عناصر جهادية، من حدة تلك التباينات والترويج لفكرة "أن عيون جبهة النصرة هي داعش".  
واستبعد الشيشاني وقوع أي صدام بين التنظيمات في سورية برغم خلافاتها، معتبرا أن إعلان 13 مجموعة سورية مسلحة عدم اعترافها بالائتلاف الوطني السوري مؤخرا، مرده ضعف واجهتها السياسية من جهة، وضعف الدور السياسي للائتلاف من جهة أخرى.
واعتبر أنه قد تبرز لاحقا اشكالية لدى هذه المجموعات تتمحور حول قبولها بحل سياسي ومؤتمر جنيف، موضحا أن "داعش" لن يطرح في أي حال من الأحول أي برنامج سياسي، فهو يعمل وفق استراتيجية بعيدة المدى، تعتمد بناء المراحل، وصولا إلى ما أسماه بـ"الإمارات الجهادية الصغيرة" في مناطق مختلفة. 
ونقل الشيشاني عن دراسات غربية، إشارتها إلى وجود 1000 مجموعة مقاتلة على الأراضي السورية، تضم أكثر من 100 ألف مقاتل، ينتمون إلى مختلف التنظيمات، بما فيها القاعدة "وأخواتها"، والتنظيمات الأخرى المحلية كالتيارات السلفية الجهادية (منها أحرار الشام) التي تحمل مسميات مختلفة، والجيش الحر وغيرها.  وبين أن هناك مجموعات قتالية مرتبطة فكريا بتنظيم القاعدة، لكنها صغيرة الحجم، ككتائب عبدالله عزام وفتح الاسلام، لافتا إلى أن "النصرة" أكبر المجموعات في سورية وأكثرها تنظيما. 
وقال إن "ثمة فروقات وتباينات ملموسة اليوم، بين خطاب جبهة النصرة التي يقودها أبو عاطف الجولاني، وداعش بقيادة أبو بكر البغدادي، رغم المرجعية المركزية لهما". 
وأضاف الشيشاني إن "النصرة كسبت مكانة متقدمة على داعش لأسباب جوهرية، يتقدمها لجوؤها إلى سياسة قتل المدنيين، فيما حاولت النصرة مع مرور الوقت كسب المدنيين على الأرض". 
كما رأى أن هناك أسبابا أخرى أفقدت "داعش" شعبيته، متعلقة بأجندته التوسعية الإقليمية وحرصه على قتال مجموعات قتالية اخرى، مبينا أن أولوية "النصرة" هي قتال النظام السوري. 
ولفت الى أن وجود "داعش" في العراق أقوى منه في الاراضي السورية، لاعتبارات متعلقة بمصادر التمويل، لكن حضور "النصرة" في سورية هو الأقوى. 
وكشف الشيشاني عن أن عدد العمليات الانتحارية التي نفذها "داعش" في العراق وصل منذ نيسان (إبريل) العام الحالي إلى نحو 1086 عملية، مقابل 186 عملية في سورية، أي بنسبة 1 إلى 10، وهذا يقدم مؤشرات عن طبيعة وجودها وحجمه إلى حد ما.  وقال إن "الجهاديين السلفيين الأردنيين، لديهم انتماء أكثر جدية وحضورا للنصرة من داعش".
وفي ضوء الأوضاع التي آلت إليها المجموعات القتالية، رجح الشيشاني منحها فرصة أكبر للانتشار في سورية، اذ استمر الرئيس  بشار الاسد في السلطة، مستبعدا كليا قبول "داعش" أي تسوية سياسية لاحقا، حتى لو قبلت المجموعات الاخرى بذلك. 
وشهدت المحاضرة مداخلات ونقاشات عديدة، بحضور باحثين ومتخصصين ووزراء سابقين.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك