المزيد
تنظيمان إسرائيليان.. "إرهابيان" قريبًا

التاريخ : 13-05-2014 |  الوقت : 01:03:20

وكالة كل العرب الاخبارية

في وقت يحتدم فيه النقاش الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع النشاطات الإرهابية التي يقوم بها الإسرائيليون المتطرفون الذين يعرفون باسم "تدفيع الثمن" أو "بطاقة الثمن"، بحق الفلسطينيين في القدس والضفة وداخل الخط الأخضر، توجهت السلطة الفلسطينية الى الولايات المتحدة الأميركية وكندا وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي تطالب بإدراج "تدفيع الثمن" و"شبيبة التلال"، الناشطة بين المستوطنين، ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. وارفقت الرسالة بوثيقة تشمل عمليات التنظيمين التي تمّ تنفيذها خلال السنوات الأخيرة وأعمال التحريض على العنف وتنمية ثقافة الكراهية والعنصرية.

 

ويرى الإسرائيليون أنّ فرص نجاح هذه الخطوة الفلسطينية ليست منخفضة، ذلك أنه سبق للولايات المتحدة  ضمّ حركة "كاخ" و"كهانا حي" الى قائمة التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن أنّ واشنطن والإتحاد الأوروبي يشجبان منذ سنوات عمليات تدفيع الثمن، ويتم شمل نشاطاتها الإرهابية ضمن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية، بينما تفحص دول الإتحاد الأوروبي، منذ سنوات، إمكانية منع دخول المستوطنين المتورطين في عمليات عنيفة الى أراضيها.

 

ويأتي الطلب الفلسطيني في وقت تشهد إسرائيل خلافات شديدة حول كيفية التعامل مع التنظيمين خاصة "تدفيع الثمن" في أعقاب الإعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة، خاصة المسيحية، في القدس ورسائل التهديد التي وصلت الى شخصيات دينية بارزة وكتابة الشعارات وأعمال التخريب للممتلكات. وفيما رأى البعض أنّ هذه التنظيمات اليمينية المتطرفة شبيهة بالنازية، قال د. دورون شولتسينر، المحاضر في جامعة تل ابيب إنّ استخدام مصطلح "تدفيع الثمن" أو "بطاقة الثمن" خلال الحديث عن الجرائم التي يقوم بها أعضاء التنظيم، هو أمر خاطئ لأنّه يعكس تبني التسمية التي أطلقوها على أنفسهم.  وينتقد شولتسينر تعامل وسائل الإعلام مع هذا التنظيم ويقول: "وسائل الإعلام الإسرائيلية تعاملت ببطء مع الموضوع في حينه، لكن غالبيتها تحرص اليوم على إطلاق إسم "جرائم كراهية" على كل العمليات التي تستهدف العرب وأملاكهم لمجرد كونهم عربًا، لكن هناك وسائل إعلام كثيرة لا تزال تساهم في تسويق هذه العصابة باستخدامها لمصطلح "بطاقة الثمن" الذي يستخدمه المجرمون أنفسهم، وبذلك فإنهم يشجعون المجرمين الذين يسرهم استخدام الإسم الذي اختاروه لهم لتوقيع اعتداءاتهم على الأملاك والجدران والسيارات والمساجد والأديرة. ويشير شولتسينر الى أنّ مصطلح "بطاقة الثمن" استخدم لأول مرة في سنة 2008 من قبل المستوطنين ردًا على إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، لكن كتابة هذا الشعار الآن لا يعبر عن أي احتجاج على عمل كهذا أو ذاك تقوم به الحكومة أو الجيش، بل تحول هذا المصطلح الى ايديولوجية لكراهية العرب. وتعتبر كتابة الشعار اليوم بمثابة خطوة تأييد للأيديولوجية الأساسية التي تميز كراهية العرب، وهدفها تأجيج العنف والتصعيد والتطرف، دون أي علاقة بيمينية أو يسارية الحكومة، وعلى وسائل الاعلام الاسرائيلية الحرص على تسمية هذه الجرائم باسمها، وليس منح جائزة للمجرمين".

 

وخصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها حول الموضوع وكتبت تقول: "الخطوة الأولى لمحاربة جرائم "بطاقة الثمن" تحتم الاعتراف أولاً بوجود إرهاب يهودي". وتضيف الصحيفة إنه على الرغم من تزايد هذه الاعتداءات في الشهر الأخير، الا أنّ التعامل معها لا يتراوح اعتبارها أعمال عنف موضعية تنفذها "أعشاب ضارة". وأشارت الى الضغط الذي مارسه رئيس الحكومة، بنيامين  نتانياهو في تموز الماضي لمنع المجلس الوزاري السياسي - الأمني المصغر، من اعتبار "بطاقة الثمن" تنظيمًا ارهابيًا، والاكتفاء باعتباره تنظيمًا غير مسموح.

 

وقالت الصحيفة إنّ "وزيرة القضاء ووزير الأمن الداخلي يطالبان الآن باعادة فحص امكانية اعتبار هذا التنظيم ارهابيًا"، موضحةً أنّ الفارق القانوني بين التعريفين ليس كبيرًا، فالشرطة يمكنها اعتقال المجرمين والتحقيق معهم وفق أي من التعريفين، لكن الأهمية تكمن في الرسالة التي تحولها الحكومة الى مواطنيها، ومدى إصرارها على وقف الجريمة العنصرية في اسرائيل. وتكمن الخطوة الأولى في محاربة هذه الجرائم بالاعتراف بوجود إرهاب يهودي لا يختلف عن أي نوع من الإرهاب، ومعالجته بشكل مشابه. وحتى إذا لم يكن هؤلاء ينتمون الى تنظيمات رسمية، فإنهم يعملون بدعم شعبي ولديهم قيادة روحية تدعم أعمالهم، ويديرون حوارًا إرهابيًا علنيًا في الإنترنت ويتغذون على ايديولوجيات قومية وعنصرية تحرض على العنف. وهذه النشاطات تؤثر على أمن الدولة ومشاعر الأمن لدى مواطنيها، وعلى قدرة اسرائيل عرض نفسها كدولة تهتم بأمن الأقليات العرقية والدينية التي تعيش فيها. وأضافت الصحيفة إنّ الازدياد المتصاعد لهذه الاحداث يثير التساؤل عن موعد انتقال هؤلاء المجرمين الى استخدام السلاح والتسبب بكارثة. وتضيف إنّ "الكفاح ضد المخربين اليهود لا يتوقف على حقل العقاب وتطبيق القانون، وإنما يشكل صراعا على الرأي العام الاسرائيلي الذي يعتبر القسم الأكبر منه هؤلاء الارهابيين بمثابة رسل". وحملت الصحيفة نتانياهو المسؤولية عن هذا الوضع قائلة:"إنّه يعمل من أجل توسيع الهوية اليهودية على حساب الجمهور الآخر بدعم من وزير الخارجية ليبرمان، الذي يعتبر الاقلية العربية متاعا زائدا يجب نقله الى الدولة الفلسطينية العتيد".



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك