المزيد
تفاهم سعودي ـ ايراني لبحث ازمات المنطقة بعد دعوة ظريف الى الرياض

التاريخ : 14-05-2014 |  الوقت : 09:29:40

قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمس الثلاثاء إن بلاده وجهت دعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة ‘ولكن هذه الزيارة لم تتحقق’. 
وقال الفيصل، ردا على سؤال حول وجود نية لدعوة وزير خارجية إيران لزيارة المملكة لمناقشة الأوضاع وقضايا المنطقة، إن ‘هناك رغبة في إعادة التواصل وقد تم إرسال دعوة لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة ولكن هذه الزيارة لم تتحقق، وآمل أن تسهم إيران في استقرار المنطقة ولا تكون جزءا من مشكلة التدخل في المنطقة، وإيران جارة ولدينا علاقات معها ونتحدث معهم ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين’.
إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الخارجية الايرانية لـ’القدس العربي’ ان وزير الخارجية الايراني جواد ظريف لم يتلق اي دعوة رسمية لزيارة السعودية. واضاف المصدر ان اللقاء مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مدرج على جدول اعمال وزير الخارجية الايراني الا انه لا يوجد موعد محدد لهذا اللقاء.
وحول مكان انعقاد اللقاء بين ظريف والفيصل قال المصدر لـ’القدس العربي’ ان هذا اللقاء بين الوزيرين ربما يتم في الرياض او في طهران.
وقال مصدر مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني لـ’القدس العربي’ أن وساطة خليجية نجحت في مساعٍ للتقارب السعودي- الإيراني. 
وباعلانه يوم امس ان السعودية مستعدة للتفاوض مع ايران، يؤكد وزير الخارجية السعوديه الامير سعود الفيصل ما كانت تسربه طهران من معلومات للصحافة اللبنانية المحسوبة عليها من ان هناك اتصالات سرية جرت ولازالت بينها وبين الرياض منذ اكثرمن ثلاثة اشهر.
ويبدو واضحا ان نجاح هذه الاتصالات هي التي دفعت وزير الخارجية السعودي للاعلان عنها وعن توجية دعوة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة.
ولم يكن من الممكن ان تعلن الرياض عن اي اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع طهران تكن عداء للسعودية قبل ان تتاكد من وجود نوايا حسنة لحل بعض المشاكل المختلف عليها بين البلدين، وكان السعوديون قد تلقوا العديد من الرسائل الايرانية عبر تصريحات ‘ايجابية’ في طهران، وعبر اصدقاء مشتركين يعربون فيها عن رغبتهم بتحسين العلاقات مع المملكة ولكن ما كانت الرياض تراه على الارض من تدخل ايراني في المنطقة من لبنان وسوريا والعراق والبحرين يعطيها انطباعات عكسية تماما، لذلك كانت الرياض تتحفظ على اقامة اي اتصالات مباشرة مع طهران.
ولكن يبدو ان الايرانيين ابدوا خلال الشهرين الماضيين مواقف ايجابية متفهمة في لبنان بشكل خاص اعطت دفعا لاستكمال الاتصالات غير المباشرة بين طهران والرياض، والتي في الحقيقة كانت ولازالت تقوم بها الديبلوماسية العمانية بعيدا عن الاضواء، منذ ان قام الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بزيارتة ‘الهامة’ للرياض يوم 20 اذار/ مارس الماضي.
وجاءت زياره بن علوي بعد ايام من اول زيارة قام بها للسلطنة الرئيس الايراني حسن روحاني، ودعا خلالها الى تحقيق تقارب بين بلاده ودول الخليج العربية خصوصا السعودية.
وكانت هذه الاتصالات وراء التفاهمات التي جرت في لبنان والتي سهلت مهمة تمام سلام بتشكيل حكومة توافق وطني، رغما عن رغبة سوريا.
وباتت الاتصالات السعودية الايرانية مباشرة عبر مسؤولين من البلدين، وعلمت ‘القدس العربي’ ان من يتابعها من الجانب السعودي نائب وزير الخارجية الامير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، ومن الجانب الايراني وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نفسه، وطبعا عبر الوزير العماني يوسف بن علوي وتتوقع مصادر ديبلوماسية خليجية في الرياض ان تسفر هذه الاتصالات عن تفاهم يؤدي الى انتخاب رئيس لبناني جديد متوافق عليه، غير المرشحين الحاليين سمير جعجع (مرشح الحريري وقوى 14 اذار)، وميشيل عون (مرشح حزب الله وقوى 8اذار).
وكانت ‘القدس العربي’ قد نشرت يوم الخميس الماضي ان السعودية اصبحت تعارض ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، رغما عن رغبة سعد الحريري رئيس تيار المستقبل، ويعتقد ان هذه الاتصالات كانت ايضا وراء اتفاق حمص الاخير الذي اخلى 2200 مقاتل من جماعات المعارضة السورية المسلحة التي كانت محاصرة في الاحياء القديمه لحمص، ومعظم هؤلاء المقاتلين من جماعة الجبهة الاسلامية المدعومين من السعودية.
ويذكر ان مبعوثا ايرانيا كان هو الذي توصل الى الاتفاق مع مقاتلي المعارضة المحاصرين في حمص وتولت ايران رعايته ومنع قوات النظام السوري من التعرض للمقاتلين خلال انسحابهم، ولاشك ان الرياض رأت في هذا الاتفاق انقاذا لحياة مئات المقاتلين المعارضين واسرهم.
ويبدو ايضا ان هذه الاتصالات اثرت عل تطورات الاحداث في اليمن (حيث لوحظ جمود اي نشاطات مسلحة او غير مسلحة لجماعة الحوثيين، المدعومين من ايران، في شمال اليمن) الامر الذي جعل الجيش اليمني يتفرغ لملاحقة معسكرات وقوات تنظيم القاعدة في الجنوب ويحقق انتصارات ملموسة هناك، وينتظر ان ينعكس التفاهم الايراني السعودي ايضا غلى الوضع السياسي فيالعراق واستبعاد رئيس الوزراء العراقي الحالي ‘المعادي للسعودية’ نوري المالكي من تشكيل حكومة جديدة هناك.
المصادر السعودية الرسميه تفضل ‘عدم الاستعجال في الحديث عن انه تم تحقيق تفاهم مع ايران’ وهي ترى ان التفاهم مع طهران لم يبدأ وان كانت الطريق اليه قد بدات. وهذا يعتمد برأي الرياض على اتخاذ ايران مواقف ايجابية تجاه الوضع في سوريا، فايران هي الوحيدة القادرة على فرض حل على النظام في دمشق ‘حتى ولو كان هذا الحل على حساب بقاء الرئيس بشار الاسد’.
ولاشك انه اذا ما تحقق التفاهم الايراني السعودي فان الكثير من ازمات المنطقه ستحل، وهذا ما يرجوه الكثيرون في الخليج وحتى في العالم العربي.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك