زينه فخري تكتب - النشامى… ستر الله في طريق الغريب
![]() وكالة كل العرب الاخبارية - م أبحث عن دفء،
لكنهم رمموا فجوة في صدري بكوب شاي وسؤال بسيط:
“بدك شي يختي؟”
الأردنيّون…
هم لحظة ظلّ في قيظ الخوف،
ويد تلمس كتفك، لا لتسألك “ماذا بك؟”
بل لتقول لك: “أنا هون… خليك واقف.”
يمرّون على حزنك كما تمرّ نسمة خفيفة على خدّ نائم…
لا توقظه، لكنها تهمس له: “ما زال في العالم أمان صغير.”
فيهم طيبة لا تشبه الوعود…
بل تشبه “رغيف طالع من التنور”،
يُقسم نصفين قبل أن يبرد،
ويُمدّ إليك، كأنك شقيق القلب لا عابر سبيل.
فيهم رجال يخبّئون حنيّتهم تحت لهجة خشنة،
تقول: “مالك؟ شد حالك”،
لكنها تعني: “قلبي عليك… بس ما بعرف كيف أقولها.”
ونساء…
كأن قلوبهنّ أواني فخّارية،
ينكسرن بصمت، ثم يقدّمن الماء للغريب دون أن يَسألن من أين جاء.
في البقالة، في الفرن، في زحمة البلد…
تجدهم:
كلمة طيّبة،
ابتسامة بلا سبب،
و”يسعد صباحك” تُقال لك وكأنها وردة تُرمى في طريقك.
لم يسألني أحد “من أنتي؟”
كأنهم يعلمون أن بعض البشر يكفي أن يتألّم ليصير ابنك.
الأردن … كمواطنيه
متعب… لكنه أنيق.
مثقلة …لكنها تستقبلك بكحل عينيها.
وفي وجه شوفير تاكسي يغنّي متعب الصقار "يا عقالي.. أردنيين وما ننظام ومهرك يا الأردن غالي"،
وفي دعوة رجل مسن يقول: “تفضلي عمي، اشربي قهوة”،
وفي تهويدة ام أردنية لطفلها" بيا ولا بيك ريت الوجع يا زين بيا ولا بيك.."
شعرت أنني لستُ غريبة،
بل سيدة تاهت قليلًا… ووجدت من ينتظرها بصبر الماء على حجر الغياب.
وكما غنى عمر عبداللات " أبيش بحلاها أبيش زي الأردن ما نلاقيش"
كل عام والأردن بخير
تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|