المزيد
ماجدة الرومي والديكتاتور وبوظة بكداش الدمشقية (لاجئة) في عمان

التاريخ : 04-03-2013 |  الوقت : 09:43:06

لا يوجد أحلى من الإحتجاج السياسي على الطريقة اللبنانية فما فهمناه من محطة العربية الأسبوع الماضي أن عشرات السيدات في لبنان تظاهرن بالرقص أمام منزل الزعيم نبيه بري في إطار حملة (هز وسط) مبتكرة للفت الأنظار لصالح قانون يحمي المرأة من العنف الأسري وجرائم الشرف.
لو حصل الأمر في عمان لشاهدنا أسلحة رشاشة من طراز كلاشينكوف تقصم ظهر ووسط ورأس أي إمرأة تفكر بالرقص أمام مبنى البرلمان في ضاحية العبدلي وسط العاصمة ففي بلادنا يمنع بعضهم على المرأة الرقص حتى في بيتها .

السعودية مكرر

لكن الرقص على أصوله مارسته الفضائيتان السعودية والأردنية الأسبوع الماضي وإليكم التفاصيل :
تماما على طريقة (البيان رقم 1) في الإنقلابات العسكرية جهز المذيع في التلفزيون الأردني جمهور المستمعين جيدا ..أوحى لهم بأن مسألة مهمة للغاية في طريقها للإعلان ثم تدفق يقرأ تصريحا للناطق الرسمي ووزير الإعلام الزميل سميح المعايطة يتحدث عن العلاقات (الأخوية للغاية) مع الأشقاء في السعودية وعن (بركات) خادم الحرمين الشريفين المتواصلة على الشعب الأردني .
بالتزامن قرأت الفضائية السعودية الثانية بيانا مماثلا للناطق السعودي الذي نادرا ما نطق في العام الأخير ليتحدث عن عدم وجود أي (مضايقات) سعودية تستهدف إقتصاد الأشقاء في الأردن وعن علاقات كالعادة اخوية جدا وتاريخية رسخها الملكان عبدلله الثاني وعبدلله بن عبد العزيز .
اللافت في السياق مسألتان: وزير الإعلام السعودي قرر فجأة الإنفتاح على وسائل الإعلام المحلية الأردنية التي لايقرأها أصلا المواطن الأردني فنشر تصريحا في إحدى اليوميات يوحي بأن العلاقات بين البلدين الشقيقين (عال العال) متحدثا عن أطراف خارجية (لم يحددها كالعادة) تتآمر على الشعبين ...هنا أنا مضطر لتوجيه رسالة للوزير السعودي:معالي الأخ الدود من العود ..لا يوجد من يتآمر علينا في الأمة العربية ..نحن نتآمر على أنفسنا .
ليس سرا أن هذه الإنتفاضة في تلفزيونات عمان والرياض هدفها الحصري إحتواء آثار التقرير الذي نشرته القدس العربي حول مضايقات سعودية بالكواليس للإقتصاد الأردني دفعت عمان لأحضان موسكو.

إختطاف ناشط أردني

أفصح ما في سلوك المؤسسة البيروقراطية الأردنية هي حركة وزير المالية الأردني سليمان الحافظ (كبير المحاسبين كما يلقبه أحد الأصدقاء) فالرجل الذي أغضبه تقرير القدس العربي إستقبل السفير السعودي وقدم له مذكرة مكتوبة تعبر عن الإمتنان الشديد بإسم الشعب الأردني لخادم الحرمين الشريفين بسبب منحته الأخيرة التي أودعت بالخزينة الأردنية .
ما لا يجيب عليه صاحبنا الوزير الأردني هو السؤال التالي: ما دامت السعودية سيل من العطاء وخادم الحرمين يقدم منحا بمئات الملايين مع خصومات نفطية والعلاقات مغرقة في الأخوة والتضامن..لماذا رفع معاليه أسعار المحروقات على الشعب المسكين بعد 48 ساعة فقط من إستقباله للسفير السعودي ؟.
سؤال آخر سريع: ما دام الشعب السعودي والأردني في خندق واحد لماذا تصر المؤسسة السعودية على إعتقال الناشط السياسي الأردني خالد الناطور لأكثر من ثمانين يوما مع تجاهل مذكرات وزير الخارجية الأردني فقط لإنه- أي الناطور- تظاهر مرة أمام سفارة الرياض وسط عمان قبل إستدراجه وإصطياده بعقد عمل وهمي وتأشيرة رسمية؟

ماجدة الرومي والديكتاتور

تذكرت وأنا أستمع لماجدة الرومي على فضائية إل بي سي أغنيتها التي تقول فيها (..أمسك في يده الجريدة وعلبة الثقاب.. الخ) ..كأن نجمتنا المحبوبة لا تقرأ الجرائد ولا ترى علب النيران التي يحرق بها نظام دمشق الأخضر واليابس في بلاده .
المسألة فعلا تحتاج للتدقيق : هل كانت ماجدة ا لرومي مضطرة للإشادة بالديكتاتور والتغني به أي ديكتاتور وفي أي وقت-؟.
لا أعرف شخصيا سببا يدعو أي فنان وفي أي وقت للإشادة بأي رئيس أو زعيم فثمة جيش من المنافقين وجحافل الإعلام البائس يقومون بذلك مع صياح كل ديك وليس المطلوب من ماجدة الرومي أو غيرها التصدي لزعماء الأمة الذين أقاموا عروشهم على دماء شعوبهم فتلك أيضا وظيفة المعارضة والسياسيين.
كل المطلوب من ماجدة الرومي أن تتحفنا بصوتها الراقي فقط ليس أكثر ولا أقل وبإمكانها بالحد الأدنى إظهار الحياد والصمت فلا أحد يفترض منا نحن معجبيها الإحاطة بما يجري في سوريا .
كمحب لماجدة الرومي كنت أتمنى لها أن تقرأ الجريدة قبل الإشادة بالرئيس بشار كزعيم وحيد تصدى للصهيونية فعلى الصفحة الأولى لكل جرائد العالم نشر الخبر الذي يقول بان طائرة إسرائيلية أغارت وقصفت في عمق دمشق وعادت لقواعدها سالمة دون إطلاق ولو عود ثقاب عليها من عند قوى النظام المستهدف.

بوظة بكداش

رغم غضبي يمكنني دعوة ماجدة الرومي على طبق بوظة (بكداش) الدمشقية الشهيرة في وسط غرب عمان وكذلك على طبق من حلويات (نفيسة) التي إشتهرت في بلاد الشام فقد كنا نتلذذ بهذه الأطباق في الشام واليوم نلتهمها في عمق عمان بسبب الحكمة التي تقطر من صديق ماجدة الديكتاتور.
أغلب التقدير أن ماجدة لا تلاحظ كيف هربت بوظة بكداش من دمشق وأن حلويات نفيسه غابت عن حلب وحمص وتسكن الأن في أحد شوارع عمان ، الأمر الذي تنبهت له عدة كاميرات مؤخرا من بينها الجزيرة وهي تغطي مسألة الوجود السوري في الأردن.

هذه المرة فعلها رئيس الوزراء الأردني عبر وزير الصناعة والتجارة وبدون اللغة (الأبوية) إياها وبدون لحمسة على المواطنين فقد رفعت أسعار المحروقات والناس نيام وبدون مقدمات على شاشة تلفزيون الحكومة وفيما يحاول البرلمان مساعدة الرئيس الحالي بالعودة للحكم.
عموما لن أعلق كثيرا على الأمر ويكفي نقل إقتراح للفنان الكوميدي الساخر موسى حجازين وباللغة الدارجة:إذا مش لاقيين حل لرئس وزراء واحد حطوهم الثلاثه (شفتات) صباحي و مسائي وليلي... واحد بيغلي البنزين والثاني يرفع الكهرباء والثالث يرفع سعر الغاز وبدل ما تصير كل الهتافات والدعاوي ضد واحد بقاسموهم الثلاثه.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك