المزيد
هيبة الوطن.. منْ هيبة ابنائه..!

التاريخ : 09-03-2013 |  الوقت : 11:06:54

تزامناً مع التوجيهات الملكية السامية الى الحكومة باعتبار الخامس عشر من شباط من كل عام هو يوم وطني للاحتفال وتكريم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى الذين اعطوا بسخاء، وكانوا ولا يزالوا القدوة والمثل في الولاء والانتماء،  جاءت توجيهات عطوفة رئيس هيئة الاركان المشتركة ترجمة صادقة للرغبة الملكية السامية والتي اصدرها قبل أيام بمعاملة المتقاعدين العسكريين معاملة الضباط العاملين خلال مراجعتهم وزيارتهم للقيادة العامة وكافة الوحدات العسكرية.

هذه اللفتة الكريمة من عطوفة رئيس هيئة الاركان المشتركة تنمُ عن خُلق عال وحسّ وطني متميز وهذا ليس بالجديد ولا بالطارئ على من تربوا على الخلق الهاشمي وتعلموا العلم والخلق العسكري في مدرسة الهاشميين الاوائل.

عند الحديث عن المتقاعدين العسكريين نتحدث عن شريحة كبيرة من الضباط وضباط الصف والأفراد (رجالاً ونساء) يصل عددهم الى اكثر من 180 ألف متقاعد ومتقاعدة موزعين على مساحة الوطن الغالي عملوا ويعملون على حماية الامن والتلاحم الوطني،  لأنهم يرفعون شعاراً نعتز ونفتخر به ( إن التقاعد ليس نهاية العطاء ولا قتلاً للانتماء).

لم يكن الاردن يعرف الفرقة ولا المشاعر المختلطة،  فجميع المواطنين تشغلهم نفس الاحاسيس ويجمعهم الحب لهذا الوطن وهذا ما لمسناه خلال الحراكات السلمية،  فقد رسَخ الاباء والمؤسسون الولاء للوطن بسياسة العطاء واليد المفتوحة والمعاملة الابوية،  لهذا بادرت قيادة القوات المسلحة بفتح ابوابها للمتقاعدين العسكريين ليحسّوا وكأنهم عاملون وهذا يجعلنا كمتقاعدين ان نشعر أن هيبتنا محفوظة وتقديرنا موجود لأن هيبة الوطن هي من هيبة ابنائه،  ليبقى الوطن في اجمل صور التلاحم، فكلٌ الشكر لنشامى الجيش العربي.

آمل ان تقتدي باقي مؤسسات الدولة بهذا النموذج الذي تبنته القيادة العامة مؤخرا, وتقديم مزيد من التسهيلات للمتقاعدين عند المراجعة والاستفسار ليبقى الاردن كالجبال عالية يصعب التسلق عليها, ومنارات شامخة.

ختاماً اقول ان التلاحم الوطني يرتكز في الاصل على ثلاثة مكونات اساسية وهي مكونات أي دولة في العالم ( رقعة جغرافيه + شعب + قيادة) حيث تُسهم حالة الاندماج بين هذه المكونات الثلاثة في خلق حالة الأمان الوطني التي تسود المجتمع دون تدخل من أي قوى خارجية،  لذا تُطلق على المجتمع صفة مجتمع آمن او نظيف بناء على قوة الانسجام أو التلاحم بين هذه المكونات الرئيسة المندمجة،  فمنْ حُبَ الشعب والقيادة للأرض يتشكل الولاء الوطني. ومن التفاف الشعب وراء القيادة يتشكل الولاء للقيادة،  ومنْ اهتمام القيادة بالأرض والشعب تتشكل الحاكمية الرشيدة لحفظ الارض والرعية وضمان عنصر البقاء ذاتياً وبالتالي تتشكل السيادة الوطنية ذاتياً وإقليميا ودولياً.

Dr.saleh1-1@hotmail.com

عن الرأي الأردنية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك