تنتشر في العاصمة عمان وعلى أطرافها العشرات من جسور المشاة وبعض هذه الجسور كلفت أمانة عمان مبالغ مالية كبيرة جدا لكن مع الأسف الشديد فهذه الجسور لا تؤدي الغرض من إنشائها بل ولا تؤدي عشرة بالمئة من هذا الغرض، فوجودها أو عدمه في النهاية واحد، لكن بعض المواطنين يطالبون أحيانا باقامة المزيد من هذه الجسور ومسؤولو أمانة عمان الكبرى ما زالوا يوافقون على إقامتها .
هنالك بعض الجسور المقامة في أماكن خطرة جدا حيث أن السيارات لا تنقطع على مدار الساعة مثل شارع الملكة رانيا على سبيل المثال وقد كان بعض طلاب الجامعة الاردنية يتعرضون للدهس على هذا الشارع حتى أقامت أمانة عمان نفقين عليه وأكثر من جسر للمشاة ووضعت حاجزا حديديا في منتصف الجزيرة الوسطية حتى لا يحاول أحد قطع الشارع لكننا مع الأسف نرى بعض الطلاب يصرون على القفز من فوق الحاجز الحديدي وقطع الشارع وهذا ينطبق أيضا على المواطنين الذين يفضلون تعريض أنفسهم للموت وعدم المرور فوق جسور المشاة حتى في الأماكن الخطرة جدا وقطع الشارع مباشرة بالرغم من حركة السير الكثيفة على هذه الشوارع.
أمام مبنى صحيفة الدستور جسر مشاة قد يكون هو الأطول في العاصمة عمان وقد كلف الأمانة حوالي المائة ألف دينار لكنني راقبت المواطنين الذين يمرون فوق هذا الجسر في أكثر من وقت من أوقات النهار فوجدت نسبتهم قليلة جدا ويفضل معظم المواطنين وخصوصا الفتيات قطع الشارع مباشرة وإرباك حركة السيارات وتعريض أنفسهم لخطر الدهس في هذا الشارع الذي لا تهدأ به حركة السير على مدار ساعات الليل والنهار.
كل العارفين والمراقبين لجسور المشاة يجمعون على أن لا فائدة من وضع هذه الجسور لأن المواطنين لا يستعملونها والمبالغ التي تصرف عليها هي مبالغ كبيرة وباستطاعة أمانة عمان الكبرى توفير هذه الأموال وصرفها في مشاريع أخرى أكثر فائدة.
هنالك حل بديل لهذه الجسور وقد تكون كلفته مساوية لكلفة إقامة الجسور وهذا الحل هو إقامة أنفاق تحت الشوارع بدل الجسور لكن ليس أنفاقا كبيرة بل أنفاق صغيرة لا تكلف أمانة عمان مبالغ كبيرة ويستسهلها المواطنون لأن أدراجها ستكون قليلة وإستعمالها سهل جدا لأن بعض المواطنين خصوصا الكبار في السن يقولون بأنهم لا يستطيعون المرور عبر هذه الجسور لأنها عالية.
المحصلة أن جسور المشاة غير مجدية ولا تؤدي الغرض من إنشائها وما يصرف من مبالغ على إقامتها تصرف هدرا لأن عدد المواطنين الذين يستعملونها قليل جدا ولا يوازي كلفة إنشاء هذه الجسور.
لقد طرحنا حلا بديلا لهذه الجسور وهو الأنفاق ونتمنى على الاخوة المسؤولين في أمانة عمان دراسته فقد يقتنعون به ويستبدلونه بالجسور التي ثبت حتى الآن أن لا فائدة لها على الاطلاق.
عن الدستور الأردنية