مع الإعلان المبدئي عن رفع اسعار الكهرباء في شهر حزيران المقبل يتوفر للحركة الإسلامية سبب جديد من أسباب الكسب الذي تنتظره، وهي وإن استفادت مرة من قرار رفع الأسعار الأول، ومن ثمّ من التنسيق مع شريحة لمقاطعة الانتخابات، وأخيرا مع قرار الرفع الأخير للأسعار، وتوالي الطعون في تنظيم العملية الانتخابية؛ إلا أنها ليست في حالة انتظار كما يرى البعض، بل هي تراقب عن كثب، ويتوقع عودتهم بكثافة في انشطة نوعية، وقد تكون الجامعات أو النقابات إحدى هذه البوابات.
المهم أن عنوان الاحتجاج للحركة، لن يكون سياسيا فقط، ولن يكون من الممكن تخفيف حدة ما قد يذهبون إليه إلا في حال واحدة، وهي لا تتمثل بالتحشيد الممجوج ضدهم، أو تجميع حراكات بصفة وطنية ولائية مناوئه لما يطرحونه من شعارات؛ فالقرارات غير الشعبية تمدهم بالمؤازرين، وتمنحهم الشرعية في الذهاب أبعد من مجرد الاحتجاج.
الحل لتلافي المقبل بيد مجلس النواب؛ لأن الفشل لا سمح الله لمجلس النواب قد يكون ذا نتائج كارثية. وهنا يظل اختبار الثقة والقدرة على الرقابة من قبل المجلس على أعمال الحكومة وقرارتها بمثابة الحصن الأول ضد الذهاب لصيف ساخن كما ترى بعض مراكز القرار.
لكن الخطورة التي قد تواجهها الدولة ليست الحركة الإسلامية وعودتها للشارع، بل تكمن في ارتفاع منسوب الغضب؛ ما يقود لحركة احتجاج جهوية مناطقية في بعض المناطق، والسبب لن يكون سياسياً فقط، بل اقتصاديا اجتماعيا، ولعل مثال بورسعيد المصري هو نموذج لتصاعد الاحتجاج الجهوي في مقابل المتحد الوطني، وهو ما يجعل التفكير في الحلول السريعة أمراً في غاية الصعوبة، وعندها سنتذكر كم من مرة وجه الملك الحكومات لمسألة تنمية المحافظات.
للأسف التفكير في الحلول لغضب بعض المناطق، يعوّض احيانا بالدعوة لتمثيل المحافظات بشكل سياسي وبمناصب رفيعة في الدولة، وهذا حل لم يعط أي قيمة لامكانية تخفيف الاحتقان في الشارع في المناطق الساخنة، ولم يثبت انه حقق نتائح ايجابية، وبالعكس ترى حراكات الأطراف أن نخبها المنتسبة إليها في عمان جغرافيا، والتي تحصد شرف تمثيلها، لا تعرف همومها ولا تنتمي لواقعها المعيش مطلقا.
المشكلة ان الدولة تعرف الكفاءات في الأطراف والتي تعيش هناك، وليست كحالنا ممن نحلل غالبا الواقع في الأطراف واسباب تململ الناس على صفيح عمان البارد، لكنها -أي الدولة- تتجاهل الناس، وإذا ما ظل الوضع كذلك، فالمتوقع عودة مناطق التوتر وظهور مناطق جديدة. وفي حال اقبلنا على انتخابات بلدية في الصيف فالوضع سيكون صعبا؛ لأن جراح الانتخابات الحالية لم تبرأ بعد، وحلول البطالة التي أعلن عنها مؤخرا لم تحقق تحولا ملموساً.
Mohannad974@yahoo.com