المزيد
الشرق الأوسط وسباق السيطرة على الموارد

التاريخ : 16-03-2013 |  الوقت : 11:46:05

تعود منطقة الشرق الاوسط من جديد الى قلب الاهتمام العالمي لعدة اسباب اهمها احتواؤها على اكبر مخزون للطاقة ( من الغاز والنفط ) حيث يبلغ احتياط السعودية لوحدها 240 مليار برميل نفط والعراق 112 مليار برميل وايران 139 مليار برميل كما تعتبر قطر لوحدها اكبر مصدر للغاز في العالم بعد روسيا وتأتي ايران الدولة الثالثة في تصدير الغاز، كما يمتلك السودان اكبر مخزون مائي في العالم وأوسع رقعة زراعية في العالم وأكبر ثروة حيوانية في العالم.

والاهم من هذا كله نجد ان معظم دول الشرق الاوسط اصبحت طرفا اساسيا في الحرب على الارهاب وبعضها اصبحت جاذبة للعناصر المتطرفة مثل اليمن والصومال وأفغانستان والعراق وسوريا.

اما الدول الغربية بالاضافة للصين والهند فقد اخذت بالتوجه الى المناطق الغنية بالثروات في الشرق الاوسط وبعض الدول الافريقية حيث اثبتت التغيرات التي طرأت على ساحة الشرق الاوسط. فمنذ اكثر من 65 عاما اعتبر المخطط الاستراتيجي البارز « بيرل كول « ان السيطرة على موارد الطاقة الهائلة في المنطقة ستساعد في السيطرة الفاعلة على العالم فيما تؤدي الصين دورا بارزا كمستهلكة للمواد الخام وكمستثمرة على حد سواء ويتزايد تأثيرها بسرعة حتى انه فاق تأثير الولايات المتحدة في بعض البلدان الغنية بالموارد.

تعتبر الولايات المتحدة اكبر دولة مستثمر في دول الخليج، كما تعتبر الصين اليوم اكبر دولة مستوردة للنفط في الشرق الاوسط، واكبر دولة صناعية مصدرة الى المنطقة، الامر الذي جعلها تحل محل الولايات المتحدة وتسجل العلاقات التجارية معها نموا سريعا جدا حتى انها تضاعفت في خلال السنوات الاخيرة.

تقوم ايضا تركيا وباكستان ببناء خطوط جديدة تصل الى ايران فيما تشهد التجارة نموا كبيرا بين هذه الدول ويشعر الرأي العام العربي بشيء من الغضب بسبب السياسات الغربية والانحياز التام الى المصالح الامريكية والاسرائيلية.

اما الخلاف الغربي الايراني حول الملف النووي الايراني فقد استفادت منه الصين بالتقرب الى ايران اقتصاديا لسد الفراغ الذي ظهر في ايران إثر انسحاب الشركات الاوروبية والأمريكية من ايران بسبب الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة، وتعمل الصين خصوصا على زيادة دورها في الشرق الاوسط في قطاعات صناعة الطاقة في ايران.

اعتقد ان الحروب القادمة ستكون حروب موارد ( مياه وطاقة ) وخصوصا بعد تراجع الدور الامريكي وفشل واشنطن في اقناع العالم بأن هدفها هو تعزيز الديمقراطية والحرية وما الفشل الذريع في العراق وافغانستان الا اكبر دليل على ذلك والخوف ان تتورط امريكا مرة ثانية في الجزيرة الكورية وسوريا والسودان، وفي بعض بؤر الصراع الملتهبة والله اعلم.

Dr.saleh1-1@hotmail.com

 عن الرأي الأردنية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك