وكالة كل العرب الاخبارية : بينما كان كثيرون يحتفلون بعيد راس السنة الجديدة لعام 2011 التقى في عاصمة شرق اوسطية وكيل وزارة الخارجية الاسرائيلية ايتان بن اتسور مع العميد ماهر الاسد لاعطاء الفرصة الاخيرة للمفاوضات الثنائية التي سبق قبل اسابيع ان التأمت في انقرة وبرعاية تركية ثم انهارت نتيجة تعنت الوفد الاسرائيلي الذي اشترط على الوزير وليد المعلم تنازلات لم يكن بمقدوره تلبيتها لأنها تحتاج الى تغطية رئاسية .
وقد وصل الى عمان هذا الاسبوع كتاب جديد بعنوان «مفكرة دمشق « يرصد الاتصالات الاسرائيلية مع الرئيس حافظ الاسد منذ اعوام عندما قام السفير الامريكي في دمشق السيد ادوارد دجيرجيان بتقديم صاحب امبراطورية « استي لودر « المليونير رونالد لودر الى الرئيس الاسد ومعه رسالة من القيادة الاسرائيلية لفتح قنوات حوار مباشرة للوصول الى صيغة سلام بين الدولتين .
وقبل ان يوافق الرئيس حافظ الاسد على تلبية الرغبة الامريكية في المشاركة مع مصر والمغرب في « عاصفة الصحراء « لضرب العراق , طلب بصراحة اعطاءه ضوءاً اخضر بالسماح له بالقضاء نهائيا على الجنرال ميشيل عون الذي كان يحشد انصاره وحلفاءه لتحرير لبنان من تواجد السوريين ونفوذهم وسيطرتهم السياسية والامنية والاقتصادية هناك.
وتتضح اهمية الكتاب الجديد ان كاتبته هي السيدة بثينة شعبان التي قامت بدور المترجم الخاص للرئيس حافظ الاسد خلال لقاءاته مع المسؤولين الاجانب خلال الفترة
من عام 1990 حتى عام 2000 . واسم الكتاب:
“Damascus_ Diary “ An Inside Account
وتشير الكاتبة الى ان من اهم اللقاءات في مسعى الاتصالات مع سوريا لتحقيق السلام مع اسرائيل كان لقاء جنيف في آذار عام 2000 الذي استغرق عدة ساعات بين الرئيس حافظ الاسد والرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون , ولكن لا يوجد في القصر الجمهوري في دمشق حتى الان محضر الاجتماعات إذ لم يُكلف الوفد السوري نفسه مشقة التعب والتدوين والتسجيل بل اعتمد على الامريكان لتدوين محاضر الجلسات كاملة , ولم يُرسل الوفد الامريكي تلك المحاضر فيما بعد.
وقد سبق ذلك اللقاء بعشر سنوات اجتماع مطول بين الرئيس الاسد ووزير الخارجية الامريكي بيكر يوم 23/ 4/ 1990 في دمشق حيث رفضت سوريا عقد مؤتمر السلام في إمارة موناكو او قصر العدل الدولي في لاهاي واعربت عن رغبتها اختيار اسبانيا لتحتضن المؤتمرفي ذكرى مرور خمسمائة عام على سقوط الاندلس.
يوجد في كتاب السفير الاسرائيلي « اعتمار رابينوفيتش « تفاصيل اوفى عما ذكرته السيدة بثينة شعبان حول الاتصالات الاسرائيلية السورية,وبه شرح مسهب عن دور المليونير « الاسرائيلي _ الامريكي « رونالد لودر في تقديم الاغراءات المالية والاقتصادية لسوريا لتنضم الى مسيرة السلام ,وكيف حصل على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين لتنفيذ 99% من طلبات الرئيس حافظ الاسد.
ولولا ان عاجلت طلقات الشاب اليمني اليهودي ييغال عامير قلب رابين لكانت « وديعة رابين « قد تحققت في معاهدة سلام بين دمشق واسرائيل بدلا من حفظها في ارشيف الوثائق الاسرائيلية كما هي حالياً ولما شاهدنا وادي الاهوال حالياً في عاصمة الغوطتين.