المزيد
ما بعد مشاورات الرئيس

التاريخ : 21-03-2013 |  الوقت : 10:55:12

لعلي اتساءل عن الضغوطات الجمى التي تتشابك الان امام رئيس الحكومة المكلف لاختيار اعضاء فريقة , فما بين اعضاء يرضي بهم قناعاته وتطلعاته من خلال مواصفات تترجم قدراتهم العملية الانجازية الميدانية ذات الخبرة العاليه والوعي السياسي والتخصصي ...الخ وبين قبول المواطنين لهم في مناطق المملكة كافة مدن وارياف وبادية ومخيمات , اطياف واحزاب وتيارات ومؤسسات وشلل, مراكز قوى ومقربين واحباب , نوابا , واعيانا ومحسوبين وتوصيات ...الخ .
الا ان الرئيس سيحصر اهتمامه باولويتين الرئيس , مسيرة وانجاز الحكومة وفق خطة مرسومة بدقة تنفذ بمواعيد , وبالتالي حاجتها لادوات تنفيذ قادرة من الوزراء في المرحلة الاولى وبقية اجهزة الحكومة في المرحلة الثانية , والامر الثاني ثقة مجلس النواب الذي يمنح الشرعية للرئيس, . هاتين الاولويتين هما المحوران الهامان اللذان يركز عليهما الرئيس باعتبارهما الاكثر تاثيرا على اي قرار يمكن ان يتخذه في مثل هذه المرحلة .
وهنا تأتي المعظله ! , فالنواب لم يتفقوا على صيغة معينة قد تريح الرئيس بطبيعة الاختيار رغم الموقف الواضح للرئيس ورغبته بحكومة متخصصة وواعية تستطيع ادارة عجلة الوطن ومواجهة تحدياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعيدا عن مشاركة مباشرة من النواب خوفا على وحدة الكتل وبالتالي تماسك المجلس. لكن تضارب مؤشرات النواب وضعت الرئيس في حيرة لا يستطيع فيها المغامره ! لانه من المحتمل ان تخذل النتائج الرئيس وبالتالي تكون قراءاته خاطئة خاصة وانه يدرك ان قوى داخل المجلس لا تدخر جهدا في اثبات رؤياها بعدم تناسب الرئيس النسور لمثل هذه المرحلة . 
الواضح ان ميول وتركيز الرئيس يكمن بعدم مشاركة النواب , وان محاولة الاقناع يمكن ان تكون قد افلحت مع البعض لكنها شدت من مواقف البعض وبالتالي فان حسابات الرئيس تتطلب الدقة في معرفة من هو المؤيد للحكومة, كتل وافراد , ومن هم المعارضين ؟ ومن هم المحايدين الذين بالامكان كسب تاييدهم ؟ .
تأخير التشكيل وكثرة المشاورات يرفع من حجم التوقع , وان اختيار من لا شائبة عليهم والممثلين فعلا للوزارات , والمعروفين امام الناس بالكفاءة والخبرة والاستقامة قد يسهل على الرئيس الثقة لان ثقة الناس بهم ستسبق ثقة النواب وبالتالي الضغط على النواب بالتصويت الايجابي .
الرئيس الان مدعو لان يضع كل ملاحظاته على الطاوله ويبدأ بتحريك احجار الشطرنج وتنظيمها بالشكل الذي يضمن الثقة باقل الخسائر الممكنه بحيث لا يضحي بالهدف الاسمى الا وهو قدرة الحكومة على الانجاز تلو الانجاز ؟ 
نتأمل ان ننتهي من هذه التجربه للنظر للقادم فهو الصعب الاصعب ولا بد من الاستعداد له , فالملاحظ ان مخالب الظلام تحاول ان تتلاعب بضوءنا الخافت , فهل نقوي شعلتنا ونمضي ؟ ام نستسلم للمصير المجهول ونندم ؟؟!!
 
Ad_alzoubi@alarabalyawm.net

 

عن العرب اليوم



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك