المزيد
جدول أعمالٍ بنقطتين!

التاريخ : 23-03-2013 |  الوقت : 09:35:58

وكالة كل العرب الاخبارية : ستفتقد قمة الدوحة العربية التي ستنعقد بعد أيام إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان يُصدِّعُ رؤوس القادة العرب بتنظيراته ومحاضراته المطولة والذي من المفترض أن يحتل مكانه الشيخ معاذ الخطيب رئيس إئتلاف المعارضة السورية الذي من المتوقع أن يكون صمته أكثر من كلامه وذلك لأن الذين يعملون بصمت أو بما قلَّ ودل هم الذين يصنعون التاريخ أما الثرثارون كالقذافي فإنهم لا يتركون إلاَّ الأثر السيئ و»النُّكت» التافهة والرخيصة.
كان كثيرون من القادة العرب وبخاصة في قمة بيروت عام 2002 وليس في قمة دمشق الأخيرة، التي كانت عرجاء بكل معنى الكلمة، يتقصدون «أخْذ» غفوة طويلة بمجرد ما يبدأ بشار الأسد بتلاوة نظرياته وأطروحاته السياسية وكان بعضهم يتنفسون الصعداء بمجرد إنهاء معلقته التي تتخللها حركات وإشارات كحركات معلم متحمس مبتدءٍ في صف مرحلة إبتدائية.
وستفتقد قمة الدوحة أيضاً إلى صاحب الجماهيرية العظمى الذي كان مُضحِّكاتي «أرَكُوز» كل القمم العربية التي حضرها على مدى أربعين عاماً من حكمه الذي ترك ليبيا أم «الخيرات» والكفاءات مدمرة ومهشمة على هذا النحو الذي يوجع القلب ولعل ما من المفترض أنَّ بعض القادة العرب يتذكرونه أو سمعوا به على الأقل هو أن معمر القذافي قد ظهر في فندق الأوراسي في الجزائر العاصمة خلال إنعقاد قمة عربية هناك وهو يرتدي «قفازاً» جلدياً أبيض يغطي يده اليمنى من الكفِّ وحتى الكوع.. وعندما سأله أحد الصحافيين عن معنى إخفاء يده على هذا النحو قال وهو يطلق ضحكة مدوية :حتى لا أُنجِّس يدي عندما سأسلم على منْ سألتقيهم في قصر الصنوبر (قصر المؤتمرات) بعد قليل!!.
في كل الأحوال وربما تفتقد قمة الدوحة أيضاً إلى حسني مبارك الذي سيجلس في مكانه المعتاد الدكتور محمد مرسي بِطلَّتهِ البهية وبوجهه السمح الصبـوح وإلى زين العابدين بن علي وإلى الجنرال علي عبد الله صالح الذي يبدو أنه يصرّ على البقاء في اليمن إلى أن يعيدها إلى ما قبل عام 1990 عندما كانت شطراً جنوبياً ودولة ماركسية-لينينية بقي «ماركسيوها» يقتلون بعضهم بعضاً في وجبات متلاحقة إلى أنْ قتل الإتحاد السوفياتي «العظيم»!! نفسه وأضطـر آخر ما تبقـى من هؤلاء إهداء هذه الدولة الماركسية إلى دولة الشمال القبلية بلا أيِّ قيد ولا أيِّ شرط.
لقد إعتاد العرب في قممهم، التي بإمكان قمة الدوحة تخصيص جائزة معتبرة لمن يستطيع عدَّها مع ذكر سنوات وأمكنة إنعقادها، على جداول أعمال طويلة مملة من بين بنودها قضية فلسطين التي كلما إنعقدت قمة كلما تضاءل أمل إستعادتها أو على الأقل إيجاد حلٍّ معقول لقضيتها..وقضية الجزر العربية التي إحتلها شاه إيران «المقبور» وبقي أوفياء لإحتلاله هذا الأشقاء المعممون الذين يصرون على أنَّ الخليج فارسي وأنه سيبقى فارسيا.. وأيضاً قضية جزر القمر.. وقضية السودان مع جنوبه وقضية لبنان..وألف قضية وقضية.
والآن وإذْ ستنعقد قمة العرب في الدوحة بعد أيام فإن الأمل الذي لا أهم منه أمل هو أنْ تَنْصبَّ الجهود، ما دام أن الإستعراضات البهلوانية التي كان القذافي يشغل قادة الأمة العربية بها قد ولَّت بلا رجعة ومادام أن صاحب «التنظيرات» المطولة بات يجلس في مقعده ثائر يحمل روحه على راحته، على القضية الفلسطينية وعلى القضية السورية وفقط فالفلسطينيون لا زالوا بإنتظار شبكة الأمان المالية التي كانت قد أُقرت في قمة سابقة والسوريون لا زالوا بحاجة إلى وحدة الموقف العربي وإلى وضع حدٍّ لعمليات الإستقطاب التي يدفعون ثمنها أنهاراً من الدماء الطاهرة والتي أجَّلت إنتصارهم كل هذه الفترة الطويلة.

عن الرأي الأردنية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك