المزيد
مأساة اللاجئات السوريات

التاريخ : 24-03-2013 |  الوقت : 12:12:13

كانت الفنانة رغدة على حق وهى تنتفض في محاولة الدفاع عن اللاجئات السوريات في دول الجوار، وتحديدا زواج مواطني تلك الدول من السوريات الصغيرات بداعي سترهن.
فالواقع انها ليست قضية رغدة فقط، ولكنها قضية إنسانية تؤلمنا جميعا حيث انتشرت الفتيات السوريات الصغيرات في مختلف شوارع مصر الآن، وهن يطفن المقاهي والمطاعم بحثا عن المساعدة المالية وطلبا لأية وظيفة وأملا في الحصول على الستر.
وقد يكون مصيرهن الزواج من عجوز أو مراهق أو باحث عن المتعة أو متعلل ومتذرع بأنه يسعى لأداء واجب ديني بالزواج منهن، إلا أن هناك فئة منهن يتم استغلالهن أسوأ استغلال في أعمال تتسم بالرذيلة والخروج على القانون.
وكان من الممكن أن تحوز قضية هؤلاء الصغيرات اللاجئات دعما وتعاطفا إعلاميا أكثر لو أن الفنانة رغدة تحدثت عنهن فقط أمام ملتقى الشعر العربي الرابع الذي عقد بدار الأوبرا.
ولكنها بدلا من أن تجذب الأنظار إليهن راحت تلقي قصيدة للدفاع عن الرئيس بشار الأسد ما أثار عددا من الحاضرين الذين حاولوا الاعتداء عليها قبل أن يتدخل الأمن وينقذها لتتجه الأنظار والاهتمام الإعلامي إلى قضية الاعتداء وانتماءات رغدة السياسية بدلا من القضية الإنسانية الأكثر والأهم والتي يجب أن تكون مثار البحث والدراسة.
فليس مهما الآن أن نبحث في كيفية دخول كل هذه الأعداد الكبيرة من السوريين إلى أرض مصر، فهذه قضية تتعلق بالأمن وإجراءات دخول البلاد، ولكن المهم هو كيفية تقديم الرعاية لهذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين، وبخاصة من الذين أتوا وليس في حوزتهم المال ولا السند، فاضطروا أن يتسولوا في شوارع مصر من أجل الحياة.
انني أعلم أن بعض السوريين القادرين أقاموا ما يشبه مراكز الإيواء لاستقبال السوريين القادمين وتقديم العون لهم بغرض استضافتهم وإعاشتهم، وهو أمر يتعلق بهم وبقدرة الدولة المصرية على تقديم الدعم لهم.
ولكن الصغيرات اللاتي يتعرضن للإيذاء والاعتداء والتجارة الجسدية هن قضية مجتمعية تتعلق بنا، ويجب أن تتحرك الجمعيات النسائية وجمعيات حقوق الإنسان في مجال حمايتهن والدفاع عنهن.
فليس مقبولا ما يحدث الآن من محاولات بعضهم حل المشكلة بتزويجهن لأي طارق على الباب يعرض مبلغا زهيدا مقابل ذلك، فهذا يمثل امتهانا لكرامتهن وإضافة جديدة تعمق من مشاكل المجتمع المصري، وزيادة في نسبة العنوسة، وزيادة أيضا في نسبة الطلاق!
لقد أطلقت رغدة نداء التحذير لإنقاذ بنات وطنها، ولكنها ليست دعوة تتعلق بها وحدها، فالمسؤولية تقع علينا جميعا، والكرامة والنخوة جزء لا يتجزأ ولا علاقة له بالجنس أو الدين أو الوطن.. ومصائر هؤلاء الصغيرات المسلمات اللاجئات من سورية في أعناقنا جميعا.

عن العرب اليوم



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك