المزيد
«الشيخ» معاذ في مقعد بشار!

التاريخ : 27-03-2013 |  الوقت : 10:00:28

لحظة جلوس «الشيخ» أحمد معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف ثوار سوريا على مقعد من كان يسمى «الرئيس السوري بشار الأسد» كانت لحظة درامية مؤثرة على غير صعيد، فهي وإن كانت رمزية، أو «قبض ريح» على حد تعبير أحد المذيعين الذين لم يعجبهم المشهد برمته، تعطي دلالة على تقدم «معنوي» للثورة السورية، وإن كانت تشبه في بعض جوانبها حصول فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، لكن الفرق هنا أن سوريا الخطيب تحظى بدعم يفوق كثيرا ما تحظى به فلسطين الدولة، سواء عربيا أو حتى دوليا!

نجح معسكر قطر أخيرا في «فرض» رؤيته، ولم يصبر أميرها سوى دقيقة او اثنتين، بعد تسلمه رئاسة منتدى القادة العرب، قبل أن يدعو الخطيب للجلوس مكان الأسد، وكان لافتا طبيعة الخطاب الذي وجهه «الشيخ» معاذ إلى القمة، ومن وراء القمة، فهو خطاب رجل دولة ثوري، خاصة حينما طالب قادة العرب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في الوطن العربي.، وقال لهم أيضا «اتقوا الله في شعوبكم، وازرعوا الحب والعدل في كل مكان». وفي ختام خطابه الذي كان شديد اللهجة واستعرض فيه ملامح من الواقع السوري «المأساوي»، قال الخطيب «اعذروني إن خرجت عن الأعراف الدبلوماسية»، مردفا «شعوبنا أمانة ثقيلة نسأل الله على إعانتنا على حملها»./ إنه كلام جديد وغريب على اجواء القمم العربية، يصدر من رجل ثائر، وداعية، وابن داعية، وجد نفسه في مقعد الأسد، الذي طالما «شبّح» في القمم وألقى النكات، وشرق وغرب، ولم يزل صدى خطاباته الرنانة الطويلة تتردد في جنبات قاعات القمم العربية!

أحمد معاذ الخطيب الحسني لمن لا يعرفه جيدا (ولد في دمشق، سنة /1960م انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بالتزكية في 11 نوفمبر 2012 وفي 24 مارس 2013 أعلن استقالته ليتمكن من العمل بحرية على حد قوله، وهو خطيب وداعية. اعتقله الأمن السوري عدة مرات في سنتي 2011 و2012 على خلفية دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام بشار. والده الشيخ محمد الفرج خطيب دمشق وأحد وجوه العلم فيها، وجده لأبيه الشيخ عبد القادر الخطيب خطيب جامع بني أمية الكبير وعالم من علماء دمشق. له أخوان وأخت، هم مصونة (مدّرسة في أصول الفقه)، وعبد القادر (خطيب جامع بني أمية الكبير – أستاذ في التفسير وأصول الفقه - مهندس ميكانيك) ومحمد مجير (أستاذ في علم الحديث – محقق ومؤلف). يعني هو من عائلة كلهم دعاة وعلماء، وهو نفسه أقام الكثير من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنكلترا والولايات المتحدة الأميركية وهولندا وتركية وغيرها وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وله عدة كتب مطبوعة منها رمضان.. حياة بعد ضياع و كتاب اليهود تحت المجهر!

«الشيخ» معاذ الخطيب في مقعد الأسد، هي لحظة تاريخية فعلا، وقد تتلوها جلوسه في مقعد بلاده في الأمم المتحدة، ولكن الأهم من ذلك، متى يتوقف نهر الدم السوري عن الجريان؟ ومتى يتوقف الأشرار عن مد آلة الموت في الشام بأسباب الحياة؟

عن الدستور الأردنية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك