المزيد
إلى أين تتجه الولايات المتحدة..؟

التاريخ : 30-03-2013 |  الوقت : 12:24:47

ساعد إنتصار الكتلة الغربية على الكتلة الشيوعية في الحرب الباردة الولايات المتحدة الامريكية على ان تصبح الى حد كبير القوة العظمى الوحيدة في العالم، فلم تعد تواجه الآن أي منافس عالمي، ولا أي تحالف معادي قوي ومؤثر يمكن أن يُهدد أمنها أو مصالحها الحيوية,ورغم تراجع قوة الولايات المتحدة الاقتصادية الى حد ما, فإنها لازالت تمتلك أكبر وأقوى اقتصاد في العالم واكبر واقوى ذراع عسكري في العالم قادر على الردع والاحتواء والتأثير الى جانب الهيمنة العسكرية على معظم التحالفات العسكرية الاقليمية والدولية.
تتمتع الافكار السياسية والاقتصادية الامريكية بجاذبية عالمية واسعة, وفي ظل تحالفها مع معظم الدول القوية اقتصاديا احتلتْ الولايات المتحدة مكانة مهيمنة ومسيطرة-سياسيا واقتصاديا- لمْ تُتاح لأي دولة في العصر الحديث.
وفي الوقت ذاته عمًتْ الفوضى بعد انتهاء الحرب الباردة، نتيجة ّلظهور الروح القومية العرقية وتمزُقْ عدة دول واحتدام المنافسة الاقتصادية بين حلفاء الحرب الباردة. وفي غياب العدو المشترك اصبحت إدارة علاقات التحالف أكثر صعوبة، وهناك بالطبع عدة دول تعارض النظام العالمي الجديد تصفها وتسميها الولايات المتحدة بأنها دول خارجة على القانون مثل كوريا الشمالية وإيران، الى جانب وجود بعض القوى الكبرى -روسيا والصين- التي تعتبر غير راضية عن الوضع القائم.
تحكمتْ عقيدة ألاحتواء احياناّ وعقيدة «الاستقواء» احيانا أُخرى في تشكيل السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة الامريكية خلال الحرب الباردة، وكان من الطبيعي بعد انتهاء الحرب الباردة ان يحدث تغيير جوهري وان يظهر نموذج جديد او خطة كبرى تسترشد بها الولايات المتحدة عند وضع سياساتها الخارجية ولكن هذا لم يحدث رغم مرور اكثر من 25 عاماّ على انهيار جدار برلين اشهر رموز الحرب الباردة، وبالتالي ما زالت التساؤلات تُطرح على طاولة النقاش والحوار:
هل الولايات المتحدة بحاجة الى تشكيل رؤية وإستراتيجية جديدة بعد ثورات الربيع العربي..؟. وإذا لم تتم صياغة هذه الاستراتيجية فما هو الثمن البديل..؟
هل تفاجأت الولايات المتحدة بمجريات احداث ثورات الربيع العربي.؟
هل تمتلك الولايات المتحدة بدائل اخرى..؟
ما هي انعكاسات مختلف الخيارات على السياسات الخارجية والأمنية للولايات المتحدة وقواتها المسلحة ولاسيما القوات ألجوية..؟
كيف تقرأ الادارة الامريكية خارطة معسكر الاعتدال ومعسكر الممانعة بعد احتلال العراق وإضعاف قدراته العسكرية واحتواء ومحاصرة ايران وربطه مع كل ما يجري في سوريا..؟
كيف تنظر الادارة الامريكية اليوم الى مخرجات وتداعيات ثورات الربيع الربيع العربي..؟ وأثر ذلك على الامن القومي الامريكي وأمن إسرائيل.
أعتقد ان الولايات المتحدة تتجه الى تقييم اقليم الشرق الاوسط مرة ثانية بسبب ظهور المكون الشعبي والجماهيري الذي شكل ضغطا على القادة والحكام، وهذا يقودنا الى ان الحسابات ستكون مركبة ومعقدة، ومعادلة الصراع على النفوذ في الشرق الاوسط بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة اخرى ستكون صعبة ايضاّ بسبب تقاطع المصالح.
اعتقد ان الولايات المتحدة الى العودة الى استراتيجية الاحتواء وتخشى من تقارب تركي ايراني وبدعم روسي، وهذا التقارب إنْ حصلْ سيُقللْ من عزل ايران اقليمياّ ودولياّ، ويُقلق اسرائيل التي تعاني من ازمات متتالية مع تركيا, كما ان الادارة الامريكية ستفتح باب الحوار مع بعض النخب الدينية والسياسية والحزبية في بعض دول الشرق الاوسط لحماية مصالحها الاستراتيجية وحماية امن اسرائيل والحدْ من المناكفات والطموحات الروسية الجديدة في المنطقة وهذا ما ظهر خلال التعامل مع الملف السوري وتداعياته.
Dr.saleh1-1@ hotmail.com

عن الرأي الأردنية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك