يبدو ان تشكيلة مجلس الاعيان لن تكون قريبة كما يعتقد البعض, وكذلك الحكومة الجديدة التي يرى كثيرون انها لن تتحدد معالمها قبل بداية اذار, التأخير يعني اننا امام ماراثون طويل لتشكيل حكومة ائتلافية تليها تشكيلة الاعيان.
ماراثون مجلس النواب سيكشف اليوم بدوره ملامح شخصية رئيس الحكومة القادمة, فالائتلافات النيابية ستفرز رئيس المجلس الذي سيحدد بدوره شخصية رئيس الاعيان وشخصية رئيس الحكومة, فالتوافق سيكون عنوان المرحلة المقبلة ولن تستفرد كتلة او تيار بالمقاعد الوثيرة في رئاسات ثلاث سيتكشف اليوم الاحد اول رئيس او اول اضلاعها.
حراك النواب وتوافقات الكتل وشكل تعاطي الاحزاب السياسية مع مخرجات مجلس النواب القادمة ستكون بوصلة سياسية لشكل المستقبل الحكومي وتحمل ملامح مجلس الاعيان, حتى تكتمل اضلاع المثلث السياسي, الذي سيتحول الى شكل خماسي متساوي الاضلاع على مائدة القرار الرسمي بانضمام رئيسي الديوان والمجلس القضائي, فالرئاسات الخمس يجب ان تتسم قياداتها بالتوافق والترافق دون طغيان سلطة على اخرى حتى يكون المسار معبّرا عن شكل المسيرة.
الراشح الى الان يشير الى ان رئاسة الاعيان لن يطالها التغيير ما لم تحدث مفاجأة في رئاسة النواب, وبالتالي انسحاب ظلال المفاجأة على رئاسة الحكومة التي يبدو انها تسير الى ثبات اسم الرئيس وتجديد دماء حكومته, فالسياق التوافقي سينحسم اليوم واللون الغائب عن رئاسة النواب سيحظى بفرص اقوى في الرئاسات الباقية, فثمة سعي الى تحقيق التوافق والتوازن بين المكونات السياسية ولن تسير العجلة بغياب لون او انحسار تمثيله.
حراك النواب المحموم اليوم كشف عن امكانية المفاجأة في رئاسة النواب, فالتوافق على شخصية الرئيس يبدو انه يسير الى احد شخصين مع ضعف في فرص الثالث مما يعني ان رئاسة الاعيان سيطالها التغيير وهذه ستكون المفاجأة الاولى من المجلس النيابي الذي يصر على احداث مفاجأة تكشف عن نواياه المتجددة في فرض هيبته.
تداعيات جلسة النواب ستطال حكما رئاسة مجلس الامة الافتراضية او الواقعة في حالة انعقاد المجلسين, وتوابعها ستطال طبيعة شخصية رئيس السلطة التنفيذية وملامحه السياسية, ومقدرته على التعامل مع مجلس جديد يسعى الى كسر الصورة النمطية بل ويسير نحو المناكفة مبكرا, فهو موقن ان مشهد الغد وما ستنقله الكاميرا بعد خطاب العرش ستحتفظ به الذاكرة الاردنية طويلا.
تداعيات الحراك النيابي وشكل التعاطي النيابي مع مقعد الرئيس ستكون هي الحاسمة في شكل الرئاسات الباقية, فالائتلاف النيابي الذي سيحسم مقعد رئيس النواب سيكون هو الائتلاف الداعم لرئيس الحكومة المقبل وهو الذي سيحظى بفرصة النقاش الاوسع لاختيار او تزكية اسم الرئيس القادم للحكومة, ما يجري يبدو مثيرا ويكشف عن مدى تطور الحالة الراهنة, وسيكشف عن مدى استجابة النواب لشكل الحالة الراهنة التي تسير نحو طي صفحة الاسماء التقليدية وفتح صفحة جديدة لشخصيات ورئاسات خارجة عن المألوف السياسي الاردني.
اسدال الستارة على اسم رئيس مجلس النواب لن يكون نهاية المشوار بل سيكون البداية لمفارقات سياسية ومفاجآت تحمل صدمات لبعض المراقبين وتحمل انباء سارة لبعضهم الاخر, لكن الواضح ان ما بعد الرئاسة ليس كما قبلها.